"جمعية بلاد الرافدين": صحفيات تركيا يواجهن المحاكمات والاعتقالات والحظر
"جمعية بلاد الرافدين": صحفيات تركيا يواجهن المحاكمات والاعتقالات والحظر
في وطن يُفترض أن يحتفي بالصحافة في الرابع والعشرين من يوليو، تقف الصحفيات في تركيا في الصفوف الأمامية للنضال، لا يحملن باقات الورود ولا يتلقين التهاني، بل يواجهن المحاكمات، والاعتقالات، والحظر، فقط لأنهن اخترن أن يكتبن الحقيقة.
وفي هذا اليوم الذي خُلد تاريخيًا كمناسبة لإلغاء الرقابة على الصحافة في تركيا عام 1908، أصدرت جمعية صحفيات بلاد الرافدين (ميزوبوتاميا) بيانًا لامس فيه وجع الكلمة المحاصرة، والواقع المتجدد للنساء العاملات في الإعلام، مؤكدة أن 24 تموز لم يعد عيدًا، بل محطة للثبات والمقاومة، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الخميس.
البيان لم يكن خطابًا تقليديًا، بل أشبه بنداء من قلب المواجهة. تقول الصحفيات فيه: "إذا جاهرنا بالحقيقة أو تناولنا قضايا مغفلة، نُتهم، وإن نقلنا أصوات النساء واللغات المهمشة، نُعاقب، أقلامنا ليست أدوات لنقل الوقائع فحسب، بل هي سلاح مقاومة ضد الإقصاء والقمع والذكورية المهيمنة على الإعلام".
من يتجاوز "السقف" يعاقَب
وبحسب البيان، فقد اعتقلت دجلة باشتورك وإيليم يلماز، في يونيو الماضي فقط لأن كتاباتهما تخطت الخطوط المرسومة رسميًا، وأُفرج عنهما في 16 يوليو، لكن العبرة لم تكن في المدة بل في الرسالة: كل من يتجاوز "السقف" يعاقَب.
وهناك نماذج أخرى، منها إليف إرسوي صمتها لم يكن اختيارًا، بل حصارًا فرض عليها بعد نشرها مقالات ناقدة عبر مجلة "يورو"، وهاتيس دومان، تدفع ثمن إدارتها صحيفة كامرأة غير منضوية تحت جناح السلطة، وهي في السجن منذ سنوات.
وهناك أيضا الصحفية بيريهان سيفدا إركيلينتش، والتي وقفت في قفص الاتهام لأنها أرادت أن تمنح صوتًا للمستقبل الحر، بحسب قولها.
حين تُسجن الصحفيات
تُذكر الجمعية في بيانها أن حرية الصحافة ليست ترفًا ولا مناسبة للاحتفال، بل رئة المجتمع.. وحين تُخنق، يختنق معها الأمل والعدالة.
"في بلد يُزَج فيه الصحفيون خلف القضبان لمجرد قول الحقيقة، لا يمكن الحديث عن حرية ولا عن ديمقراطية. وعندما تُصمت الصحفيات، تُخنق الحقيقة وتُغتال المساواة"، تقول إحدى فقرات البيان.
وبنبرة تتحدى الخوف، تختم الجمعية بيانها: "لا يمكن إسكات الصحفيين. سنكتب، وسنوثق، وسنناضل. لن نحتفل بذكرى زائفة، بل سنعيد لهذا اليوم معناه حين تُكسر القيود عن أقلامنا".
نساء على خط النار
وبحسب جمعية صحفيات بلاد الرافدين، فإنه في تركيا اليوم، أن تكون صحفية مستقلة، يعني أن تكتب من على حافة السكين، تُحاصرين مرتين: كإعلامية تخالف الرواية الرسمية، وكامرأة ترفض الخضوع لنسق ذكوري يهيمن على وسائل الإعلام. ورغم ذلك، لا تراجع.
وقالت الجمعية، إنه في هذا اليوم، يحتفل العالم بالصحافة، لكن في تركيا، لا يزال الصحفيون يحاربون ليكون لهم الحق حتى في نقل الواقع، ووسط هذا العتم، يبرز صوت صحفيات بلاد الرافدين كنبض لا ينكسر.