"رضوى شرف".. موظفة أممية تروي تجربتها مع المشاهير للترويج للمنظمة في مصر

"رضوى شرف".. موظفة أممية تروي تجربتها مع المشاهير للترويج للمنظمة في مصر

"رضوى شرف" هي موظفة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مكلفة بالعمل مع المشاهير ومنشئي المحتوى والمؤثرين للترويج لعمل المنظمة لجمهور أوسع في مصر، التي تضم أكثر من 293 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجل.

في يوم اللاجئ العالمي، شاركت قصتها مع الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، قائلة: "ظللت أركض لعدة أيام، وأحمل أطفالي بإحكام وخوفا من أن يتم القبض علينا في أي وقت.. تركت عائلتي وأصدقائي وبيتي بحثا عن الأمان في بلد آخر.. ما زلت أركض، ولكن الآن من الذكريات التي تطاردني يوميا والمستقبل الضبابي الذي ينتظر أطفالي".. هذه هي الكلمات التي أسمعها في كل مرة أجري فيها مقابلة مع لاجئة.

وتضيف شرف، تختلف أسباب طلب اللجوء، لكن قصص اللاجئين ليست مختلفة، لأن طرقهم إلى بر الأمان صعبة، عانوا جميعا ويتقاسمون نفس القدر الصغير من الأمل.

وتضيف: "على الرغم من أنني أعمل مع المفوضية للترويج لقضية اللاجئين منذ 4 سنوات، إلا أنني ما زلت أتساءل كيف يمكن للعالم أن يمضي قدما بسهولة بعد كل كارثة إنسانية تؤدي إلى نزوح الناس من ديارهم؟ عندما انضممت إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر لأول مرة في عام 2019، صدمت ببعض التعليقات على قنوات التواصل الاجتماعي بأن اللاجئين غير مرحب بهم.. لم أتفاجأ بقدر ما شعرت بالحاجة الملحة للحملة لإضفاء الطابع الإنساني على اللاجئين، لأن تمثيلهم في الأخبار نادرا ما يتجاوز الأرقام".

وتتابع: "أطلقنا حملتنا المحلية الأولى في عام 2020 بعرض طبخ ضم مشاهير يطبخون مع اللاجئين ويمنحهم مساحة لرواية قصصهم ومنصة للاستماع إليهم.. والمثير للدهشة أننا حصلنا على أكثر من 5.5 مليون مشاهدة على حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يتجاوز بكثير ما توقعناه، والأهم من أرقام المشاهدة كان ردود الفعل الإيجابية التي تلقيناها من مجتمعات اللاجئين والجمهور".

وأضافت: "كما أشركت وسائل الإعلام ومدوني الطعام لتجربة وصفات اللاجئين والنشر عنها.. بعد ذلك، بدأنا نرى الجمهور يجرب الوصفات ويقدمون ملاحظاتهم على حساب وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بنا باستخدام علامة التصنيف الخاصة بالحملة".

قالت "شرف": "بعد هذه الحملة، اعتقدت أنني نجحت للمرة الأولى في عملي، ما أعطى اللاجئين فرصة للتألق وإظهار ثقافتهم ومواهبهم وقدرتهم على الصمود بدلا من التركيز فقط على نقاط ضعفهم واحتياجاتهم".

وتابعت: "ثم بدأت الكرة تتدحرج، ومنذ ذلك الحين، عملت على إشراك أكثر من 30 من المؤثرين ومنشئي المحتوى والمشاهير المعروفين في العالم العربي في حملات مبتكرة مع اللاجئين في صميمهم وتمثيل إعلامي كريم لهم".

وفي الآونة الأخيرة، عملت على أغنية "أكابيلا" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حيث شاركت 8 لاجئات من 4 جنسيات مختلفة مع فرقة أكابيلا مصرية والنجمة المصرية الأمريكية الصاعدة ياسمينة العبد، تتكون الأغنية من كلمات 4 أغنيات من سوريا والسودان واليمن ومصر.

 لكن الواقع اليومي الذي نعيش فيه هو الحرب في أوكرانيا، والزلزال في سوريا، والصراع الوحشي في السودان، وأكثر من ذلك.

تقول شرف: "لقد تعلمت أنه في أوقات الأزمات، غالبا ما يتحول التركيز بعيدا عن الجانب الإنساني.. والمهم الآن هو كيف ستتأثر البلدان المضيفة، وكيفية تلبية الاحتياجات الماسة للسكان النازحين، وكيفية الحصول على الأموال اللازمة لتحقيق ذلك".

وتضيف: "الحماية أمر بالغ الأهمية للنازحين في حين لا توجد أموال كافية لتلبية احتياجاتهم.. بصفتنا ممارسين إعلاميين، نركز على بذل كل ما في وسعنا لمحاربة المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة وتقديم التفاصيل والأمثلة الحقيقية للجمهور لجعلهم يرون الواقع ويساعدون".

وتقول: "لقد درست في الجامعة كيفية استخدام نهج يركز على الناس في الحملات الإعلامية، لكنني لم أتعلم أبدا كيف يمكن للكاميرا والميكروفون إنهاء النزاعات المسلحة والحروب والنزوح.. لم يشرح لي أحد أن آمالنا في التغيير الاجتماعي تقتصر على توافر الأموال ورغبة الأشخاص في السلطة، وأن عملنا سيتم انتقاده لمجرد عدم اتخاذ جانب ضد آخر".

وتضيف، قالت لي واحدة من اللاجئين الذين قابلتهم، والتي أنهت درجة البكالوريوس في القانون في مصر بعد أن طلبت اللجوء وتدير الآن حضانتها الخاصة: "ماما، في ذلك الوقت، أخبرتني أنه لا يوجد شيء أجمل من زهرة تزهر في الصحراء، وإذا حققت النجاح مرة واحدة، فسوف يتغير كل شيء".

وتقول "شرف": "على الرغم من أنني أعلم أن حالات الطوارئ والأزمات المستمرة لن تتوقف في أي وقت قريب، فقد تعلمت من اللاجئين أن الزهور يمكن أن تتفتح في الصحراء.. يتمثل دورنا في توثيق هذه الرحلة الرائعة، وعرض كيف يتغلب اللاجئون على مأساة النزوح.. إنه السلاح الوحيد الذي يمكننا استخدامه لهزيمة الصور النمطية وكراهية الأجانب والعنصرية، وهو مسعى مجزٍ في حد ذاته، في الوقت الحالي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية