كينيا.. قتيل بالرصاص خلال احتجاجات على ارتفاع كلفة المعيشة
كينيا.. قتيل بالرصاص خلال احتجاجات على ارتفاع كلفة المعيشة
قتل شخص بالرصاص، الجمعة، في كينيا التي شهدت تظاهرات مناهضة للحكومة تعترض على ارتفاع كلفة المعيشة وإقرار ضرائب جديدة.
وفي وقت سابق، أطلقت الشرطة الكينية الغاز المسيل للدموع على موكب زعيم المعارضة رايلا أودينغا في نيروبي، إحدى المدن التي شهدت التظاهرات.
واتخذت الشرطة تدابير مماثلة لتفريق تجمعات في مدينة كيسومو، فيما نددت مجموعات تدافع عن الحق في التظاهر بـ"اعتقالات تعسفية"، وفقا لوكالة فرانس برس.
وقال أليكس أوشيينغ المسؤول في أحد مستشفيات كيسومو: "قضى رجل متأثرا بإصابته بالرصاص".
وأضاف للصحفيين: "لدينا شخصان آخران أصيبا بالرصاص وأربعة أصيبوا بمقذوفات مختلفة".
وشوهد عناصر من الشرطة يعتقلون أشخاصا في نيروبي في ضوء تشديد التدابير الأمنية إثر دعوات للتظاهر وجهها أودينغا المناهض لسياسة الرئيس وليام روتو.
وقال أودينغا أمام احد التجمعات في وقت سابق: "الكينيون انتخبوا قادة البرلمان فخانوهم"، مضيفا: "روتو نفسه الذي تولى السلطة بشكل غير قانوني خان الكينيين".
ودعا ائتلاف المعارضة أزيميو بقيادة أودينغا لتنظيم الاحتجاجات رفضا لتداعيات الضرائب الجديدة على الكينيين الذين يرزحون أساسا تحت وطأة صعوبات اقتصادية وارتفاع هائل لأسعار مواد أساسية.
الأسبوع الماضي وقع روتو قانونا ماليا يتوقع أن يعود بأكثر من 2,1 مليار دولار على خزائن الدولة المستنفدة ويسهم في دفع الاقتصاد المديون.
وينص "قانون المال" على ضرائب جديدة أو إضافية على عدد من السلع الأساسية مثل الوقود والغذاء والتحويلات المالية بالهاتف، ويتضمن زيادة ضريبية مثيرة للجدل على دافعي الضرائب، بهدف تمويل خطة إسكان.
طعن أمام القضاء
يتهم منتقدون روتو بالتراجع عن وعود قطعها خلال حملته الانتخابية عندما أعلن نفسه نصير الفقراء وتعهد بتحسين مكاسبهم الاقتصادية.
لكن رجل الأعمال البالغ 56 عاما والذي يعود لخلفية فقيرة قبل أن يصبح ثريا، دافع عن فرض الضرائب قائلا إنها ستسهم في خلق وظائف وخفض الاستدانة العامة.
وعلقت المحكمة العليا في نيروبي الجمعة الماضي تطبيق القانون بعد أن قدم سيناتور طعنا في شرعيته الدستورية.
رغم القرار أعلنت الهيئة الناظمة للطاقة في كينيا في وقت لاحق ذلك اليوم رفع أسعار الوقود بشكل يأخذ بالاعتبار رفع ضريبة القيمة المضافة إلى 16 بالمئة كما ينص عليه القانون.
في حي الأعمال بوسط نيروبي والذي يضم مباني حكومية، سيّرت الشرطة دوريات راجلة وخيالة وبسيارات، فيما أغلقت العديد من طرق العاصمة.
وقال أليكس دويسا العامل اليدوي البالغ 24 عاما: "آمل أن تُحدث هذه التظاهرة فرقا".
أضاف: "كلفة المعيشة مرتفعة جدا، لا أملك 10 شلنات (كل 10 آلاف شلن كيني يوازي 70 دولارا) لتسجيل ولدي في المدرسة".
في معقل أودينغا في كيسومو، كان رجل يجوب الشارع على متن عربة ومعه مذياع لحشد الأهالي للمشاركة في التظاهرة.
وقال: "ينبغي أن نصغي إلى (بابا) -لقب أودينغا البالغ 78 عاما- الذي قال إن علينا التظاهر اليوم.. اخرجوا وانضموا إلينا لتحرير بلدنا".
أطلق على التظاهرات شعار "سابا سابا" (سبعة سبعة) لأنها تصادف السابع من الشهر السابع، رمز انتفاضة للمعارضة في 1990 للمطالبة بإعادة إرساء ديمقراطية التعددية الحزبية.
التضخم وغلاء المعيشة
تشهد العديد من دول العالم ارتفاع نسبة التضخم، حيث تسببت تداعيات جائحة كورونا وما تلاها من أزمة الحرب الروسية الأوكرانية في أزمات اقتصادية متعددة منها النقص في إمدادات الطاقة وعرقلة توريد المواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
ودفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة يشهدها العالم العديد من السكان نحو مراكز لتوزيع المساعدات الغذائية أو ما تعرف باسم بنوك الطعام لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية"، فيما خرج آلاف المواطنين من مختلف الفئات في العديد من العواصم والمدن حول العالم احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة والمطالبة بزيادة الأجور.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم وخاصة التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.