بيدرسون: الظروف الحالية لا تساعد على عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن

بيدرسون: الظروف الحالية لا تساعد على عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن

اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، غير بيدرسون، أن شهورا من الدبلوماسية التي كان من الممكن أن تكون مهمة، لم تُترجم إلى نتائج ملموسة للسوريين على الأرض- في الداخل أو الخارج- ولم تسفر عن تحركات حقيقية في العملية السياسية، مشيرا إلى أن الظروف الحالية في سوريا لا تساعد على عودة اللاجئين بشكل آمن وكريم وطوعي.

وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، أعرب "بيدرسون" عن أمله في أن يتغير هذا الوضع قريباً وإلا ستكون "فرصة أخرى ضائعة للمساعدة على وصول الصراع السوري إلى نهاية تفاوضية، في وقت تتعمق فيه آثار الأزمة".

وشدد المبعوث الخاص على ضرورة استئناف العملية السياسية بين الأطراف السورية، بتيسير أممي، ولا سيما من خلال إعادة انعقاد اللجنة الدستورية، وسلط الضوء على أهمية بناء الثقة بين جميع الأطراف الرئيسية، من خلال اتخاذ خطوات متبادلة بطريقة يمكن التحقق منها.

وقال "بيدرسون"، إن معالجة الوضع الإنساني المتردي والمتفاقم ليس ضرورة إنسانية فحسب، بل ستساهم أيضا في بناء قدرا من الطمأنينة بأن إحراز تقدم في القضايا السياسية أمر ممكن أيضا.

عودة اللاجئين

وحول عودة اللاجئين، قال "بيدرسون" إن الظروف الحالية في سوريا لا تساعد على عودة اللاجئين بشكل آمن وكريم وطوعي، مطالباً الحكومة السورية ببذل المزيد من الجهد لمعالجة المخاوف المستمرة المتعلقة بالحماية.

وقال إن المدنيين في سوريا لا يزالون يتعرضون للاحتجاز التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري، فضلاً عن تعرضهم للوفاة والإصابة بسبب الاشتباكات العنيفة.

وذكر بيدرسون أن سوريا لا تزال مقسمة جغرافيا، ولا يزال المجتمع السوري منقسما حول قضايا عديدة مع وجود 5 جيوش أجنبية على الأراضي السورية، وأعرب عن قلقه من تصاعد التوترات بين هذه الجيوش خلال الشهر الماضي.

وشدد المسؤول الأممي، على أن تغيير الديناميات يتطلب انخراطا بروح البراغماتية والمرونة، ودبلوماسية دولية بناءة ومنسقة، لدعم إجراءات بناء الثقة.

ودعا إلى الوحدة، إقليميا ودوليا، لدعم العملية السياسية، بملكية وقيادة سورية، لاستعادة سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري.

وقال لأعضاء المجلس: "كلما تمكنتم من العمل معاً على الرغم من خلافاتكم، استطعتم تشجيع ودعم السوريين لفعل الشيء نفسه".

تدهور الوضع الإنساني

من جانبه، قال مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، راميش راجاسينغهام، إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية مستمرة في التدهور في جميع أنحاء البلاد، حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بأكثر من 90% هذا العام، ما جعل المواد الغذائية الأساسية والضروريات الأخرى بعيدة عن متناول ملايين الأسر.

وقد سجلت العملة الوطنية تدنيا قياسيا هذا الشهر، حيث تجاوز المعدل غير الرسمي، لأول مرة، عتبة 12 ألف ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي. 

وقال "راجاسينجهام" إن نحو 12 مليون شخص -أي أكثر من 50% من السكان- يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي وإن 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع.

وأكد أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا ممولة لعام 2023 بنسبة 13.3% فقط، ما يعني أن المنظمة ستضطر إلى "اتخاذ خيارات صعبة مجددا هذا العام" لتقليص خدماتها ومساعداتها.

وصول إنساني كافٍ

ومن جانبه، قال السفير السوري بسام صباغ إن بلاده لا تضع شروطا على استخدام الأمم المتحدة ووكالاتها لمعبر باب الهوى، وهي منفتحة للانخراط مع المنظمة الدولية بشكل ثنائي لإنجاح الاستجابة الإنسانية، على حد تعبيره.

وقال إن تكامل العمل عبر المعابر الحدودية الثلاثة التي منحت الحكومة الإذن باستخدامها والمعابر عبر خطوط الصراع التي وفرتها "كفيل بتحقيق وصول إنساني كافٍ يلبي الاحتياجات الإنسانية بالشكل المطلوب، لكنه يستلزم ممارسة أقصى درجات الضغط على التنظيمات الإرهابية في شمال غرب سوريا ومشغليها للسماح بالوصول الإنساني، إلى جانب توفير التمويل اللازم لهذه العمليات الإنسانية، والتي يضمن لها بالقدرة على التنبؤ".

وطالب السفير السوري بإنهاء التواجد اللاشرعي للقوات الأجنبية على أراضي بلاده، "وفي مقدمتها القوات الأمريكية"، ووقف التدخل في شؤونها الداخلية، ووقف الدعم للتنظيمات الإرهابية، "والكف عن نهب ثرواتها ومقدراتها الوطنية"، على حد تعبيره.

وطالب بالرفع الكامل والفوري وغير المشروط للتدابير القسرية الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة "على الشعب السوري، والتي تشكل جميعها انتهاكا واضحا وصريحا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن السوري".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية