برنامج الأغذية العالمي يخفض برامجه في 38 عملية قطرية

العالم يدخل "حلقة الهلاك الإنسانية"

برنامج الأغذية العالمي يخفض برامجه في 38 عملية قطرية

شهدت 38 عملية قطرية على الأقل من أصل 86 عملية قطرية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تخفيضات، أو تخطط لتقليص برامج المساعدات الغذائية، ما دفع مسؤولا كبيرا في البرنامج لقول: "نحن ندخل في حلقة الهلاك الإنساني، حيث ننقذ الناس الذين يتضورون جوعا، على حساب ملايين آخرين يقربون من نفس الفئة".

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إن انهيار مبادرة الحبوب في البحر الأسود بعد أن أنهت روسيا مشاركتها أمر مؤسف، على أقل تقدير.

وأضاف: إن روسيا لم تقدم أي حبوب مجانية لوكالة الإغاثة الغذائية التابعة للأمم المتحدة حتى الآن، وإن سياستها في شراء الإمدادات من أوكرانيا تستند إلى سعرها التنافسي وجودتها.

وفي إطار المبادرة، شحن برنامج الأغذية العالمي أكثر من 725 ألف طن من الحبوب، ما خفف من حدة الجوع في بعض المناطق الأكثر تضررا في العالم، بما في ذلك أفغانستان والقرن الإفريقي واليمن.

وقال "سكاو": "اعتمد برنامج الأغذية العالمي على مصدر القمح الأوكراني عالي الجودة وبأسعار تنافسية ويمكن الوصول إليه"، مضيفا أنه "على الرغم من الحرب وبفضل هذا الاتفاق، ظلت أوكرانيا أكبر مورد للقمح لبرنامج الأغذية العالمي في عام 2022".

وشدد المسؤول الأممي: "إن فقدان هذا المصدر الآن هو مصدر قلق كبير، بالطبع، لأن الأمر يتعلق حقا بإبقاء باب الحظيرة مفتوحا، فقط عندما يطرق الملايين عليه.. يحتاج العالم إلى الوصول دون عوائق إلى الإمدادات الغذائية الرئيسية".

ووفقا لتقارير إخبارية، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوريد الحبوب المجانية لست دول إفريقية في قمة عقدت في وقت سابق من الأسبوع، في أعقاب انهيار المبادرة.

وردا على سؤال من أحد الصحفيين، قال "سكاو" إن برنامج الأغذية العالمي "لم يجر محادثات مع روسيا حول أي حبوب مجانية".

وأضاف: "نحن لا نخدم أي بلد بالعين.. لم يتم الاتصال بنا لإجراء أي مناقشة من هذا القبيل حتى الآن"، مشيرا إلى أن وكالة الأمم المتحدة تشتري الحبوب حيث تكون أرخص وأسرع للوصول إلى المستفيدين منها.

أزمة تمويل معوقة

وأشار "سكاو" إلى أن بعض البلدان التي تشتد فيها الاحتياجات، تتناقص أيضا تمويل عمليات الإغاثة، ما يجبر العاملين في المجال الإنساني على خفض المساعدة أو قطعها.

وقال: "في حالة برنامج الأغذية العالمي، علينا إجراء مقايضات مستحيلة لتحديد أولويات المساعدة"، مضيفا أن وكالة الأمم المتحدة في خضم "أزمة تمويل خانقة، تجبرنا على تقليص المساعدات المنقذة للحياة في الوقت الذي يصل فيه الجوع الحاد إلى مستويات قياسية".

وشهدت 38 عملية قطرية على الأقل من أصل 86 عملية قطرية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تخفيضات أو تخطط لتقليص برامج المساعدات الغذائية، بما في ذلك في أفغانستان وسوريا وفلسطين واليمن والعديد من البلدان في غرب إفريقيا.

"الهلاك الإنساني"

وقال "سكاو": "إن انخفاض التمويل يعني أن برنامج الأغذية العالمي مجبر على التوقف عن مساعدة الأشخاص الذين هم فقط في فئة "مستوى الأزمة"، وذلك حتى نتمكن من إنقاذ أولئك الذين يتضورون جوعا حرفيا، فئة الجوع الكارثي".

وأوضح أنه بسبب هذه التخفيضات، فإن الأشخاص الذين يعانون من "مستويات أزمة" من الجوع، سيسقطون في "مستويات كارثية"، ما يزيد من الاحتياجات الإنسانية في المستقبل إذا لم يتحسن وضع الأمن الغذائي على مستوى العالم.

دعوة لتحديد أولويات التمويل

ويعاني نحو 345 مليون شخص من حالة حادة من انعدام الأمن الغذائي، في حين أن مئات الملايين الآخرين معرضون لخطر تفاقم الجوع، على خلفية آثار تغير المناخ، والكوارث الطبيعية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتباطؤ الاقتصادي، والصراع وانعدام الأمن.

ودعا "سكاو" قادة العالم إلى إعطاء الأولوية لتمويل الاستجابة الإنسانية، وتعزيز التنسيق مع منظمات الإغاثة، ومعالجة الأسباب الجذرية التي تسبب هذه الأزمات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية