بلدية طهران تنشر 400 "حارسة حجاب" في مترو الأنفاق

براتب 12 مليون تومان

بلدية طهران تنشر 400 "حارسة حجاب" في مترو الأنفاق

تعتزم بلدية طهران توظيف 400 من قوات الأمن كـ"حارسات للحجاب" براتب شهري 12 مليون تومان (نحو 289 دولاراً أمريكياً) في مترو الأنفاق، وذلك استمرارًا للضغط على النساء للامتثال للحجاب الإجباري، حسب ما أفادت صحيفة "فراز" الإلكترونية في إيران.

وبحسب تقرير للصحيفة نشر يوم الأحد، فإن هذه القوات "مدربة" ومعيّنة من قبل شركة "حاميان شهر" التابعة لبلدية طهران، وفق ما أورده موقع إيران إنترناشيونال.

وقال مصدر مطلع إن 400 من "حارسات الحجاب" من المفترض أن تحصل الواحدة منهن على راتب شهري قدره 12 مليون تومان لمنع النساء اللاتي لا يرتدين "الحجاب الإجباري" من دخول عربات مترو الأنفاق وتسليمهن لقوات الشرطة.

يأتي تقديم راتب 12 مليون تومان لحارسات "الحجاب الإجباري"، بينما يقل الحد الأدنى للأجر الشهري للعمال عن خمسة ملايين و310 آلاف تومان، وفقا لقرار المجلس الأعلى للعمل لسنة 2023.. هذا الرقم هو نحو 8 ملايين تومان للعمال الخاضعين لقانون العمل، المتزوجين ولديهم أطفال.

ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الأجور المدفوعة للعمال وغيرهم من العاملين بأجر غير الخاضعين لقانون العمل، أقل من تلك التي وافق عليها المجلس الأعلى للعمل.

وبحسب هذا التقرير، لا يمكن لقوات "حرس الحجاب" سوى إعطاء إنذار شفهي ومنع المخالِفات من دخول مترو الأنفاق وتقديم النساء إلى الشرطة "في حالة المقاومة".

ووفقا لهذا التقرير، فإن قوات "حرس الحجاب" "ستوقف عن الخدمة" إذا اشتبكت مع المواطنين.

وفي وقت سابق، يوم 26 يوليو، أعلن رئيس قضاء محافظة أصفهان عن تنظيم "دورة تدريبية لـ150 إلى 200 شخص" من "الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر" في المحافظة، وذلك "بالتعاون مع منظمات أخرى".

وتسبب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، في احتجاجات واسعة على مدار عدة أشهر في حين تستمر القوات الأمنية بقمع المتظاهرين والمحتجين من كل الفئات بكل الوسائل.

ومنذ ذلك الوقت، استعملت السلطات كل أساليب العنف بحق المحتجين من أجل إخماد تلك الاحتجاجات، وقتل مئات الأشخاص، فيما اعتُقل الآلاف وأُعدم البعض وسط تنديد دولي بتلك الانتهاكات المتواصلة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 161 مدينة في مختلف أنحاء إيران كانت مسرحا للاحتجاجات خلال ما يزيد على 3 أشهر، كما تم تنظيم ما مجموعه نحو 1200 تجمع احتجاجي في المدن والجامعات الإيرانية.

ولقي ما لا يقل عن 527 شخصا حتفهم في إيران منذ بداية المظاهرات المناهضة للحكومة والتي امتدت لتشمل 160 مدينة خارج العاصمة طهران منذ أكثر من أربعة أشهر، وذلك وفقا لتقرير بوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة.

وقالت الوكالة إن من بين القتلى 71 قاصرا. 

وبالإضافة إلى الـ527 القتلى، لقي 70 من أفراد الشرطة والقوات الأمنية الأخرى حتفهم أيضا.

منذ بداية هذه المظاهرات، اختار شق واسع من الإيرانيات عدم ارتداء الحجاب في حياتهن اليومية بمن في ذلك الممثلات والرياضيات وعازفات الموسيقى والمؤثرات اللاتي يحظين بمتابعة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي اللاتي يظهرن على مختلف التطبيقات برأس مكشوف.

ومن بين هؤلاء، الممثلة ترانه على ‌دوستى التي تم اعتقالها في شهر ديسمبر 2022 وبقيت محتجزة طيلة ثلاثة أسابيع وحكم عليها بدفع غرامة مالية، ومنذ ذلك الحين، لم يعد لها الحق في الظهور على شاشات السينما.

وهددت السلطات الإيرانية بمنع عرض الأفلام التي تظهر فيها الممثلات من دون حجاب.

وحسب القانون الحالي في إيران، فإن أي امرأة لا تغطي رأسها وجسدها في الأماكن العامة يمكن أن تواجه عقوبة بالسجن لشهرين وغرامة مالية تصل لـ50 ألف تومان (نحو يورو واحد). 

ويقترح نص مشروع قانون جديد في هذا الشأن أن تصل فترة السجن إلى 15 عاما وغرامة مالية بـ150 مليون تومان (ثلاثة آلاف يورو) أي 30 ضعف الأجر الشهري الأدنى الذي تصل قيمته لـ110 يوروهات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية