حرائق في البرتغال بسبب موجة الحر.. وإسبانيا في حال تأهب

حرائق في البرتغال بسبب موجة الحر.. وإسبانيا في حال تأهب

واصل مئات الإطفائيين مساء الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء، إخماد حريق مستعر منذ 4 أيام في جنوب غرب البرتغال التي تشهد كجارتها إسبانيا موجة حر شديدة وضعت معظم شبه الجزيرة الإيبيرية في حال تأهب، وفق وكالة فرانس برس.

تمت تعبئة أكثر من ألف عنصر إطفاء تؤازرهم 10 طائرات في أوديميرا قرب المنطقة السياحية البرتغالية الجنوبية للغارف، حيث أتت نيران مشتعلة منذ السبت على "نحو 10 آلاف هكتار" من الأراضي، وفق أحدث حصيلة لقائد الحماية المدنية فيتور فاز بينتو.

ومساءً أوضح فاز بينتو أن حريق الغابات يواصل التمدد "على جبهتين"، مشيرا إلى أن عناصر الإطفاء تصدوا ليلا لعدد من الحرائق التي عادت للاشتعال في المنطقة.

بحسب تقارير أوردتها وسائل إعلام محلية وأكّدتها السلطات، ألحق الحريق أضرارا بمنزل وملحقاته وبمضافة للسياحة الريفية.

وأجلي نحو 1500 شخص من سكان 20 قرية ومصطافين من نزلاء مضافات للسياحة الريفية ومن مخيم، ونحو 100 حيوان.

وقالت آنا كوستا وهي مزارعة تبلغ 40 عاما: "كان الأمر مرعبا، كان الحريق في كل مكان وتوجّب علينا تدبّر أمرنا، لم يكن أحد هنا لمساعدتنا، لحسن الحظ أتى ثلاثة من أصدقائي".

مساء الثلاثاء كان أكثر من 3200 من عناصر الإطفاء و15 طائرة إطفاء متأهبين للتصدي للحرائق في مختلف أنحاء البلاد.

الثلاثاء، لامست الحرارة الـ40 درجة مئوية في بعض الأنحاء، بعد تسجيل رقم قياسي للعام 2023 بلغ 46,4 درجة مئوية الاثنين في سانتاريم بوسط البلاد، وفق تقديرات أولية لوكالة الأرصاد الجوية البرتغالية.

وبقيت حال التأهب سارية، الثلاثاء، على جانبي الحدود.

ويُتوقّع أن تبلغ موجة الحر، الثالثة خلال هذا الصيف، ذروتها، الأربعاء، حسب وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية.

موجة الحر تتواصل

ويُفترض أن تستمرّ موجة الحرّ حتى الخميس مع وضع 12 مقاطعة إسبانية في مستوى الإنذار الأحمر، الأربعاء، في الأندلس ومنطقة مدريد وقشتالة لا مانشا وكذلك إقليم الباسك وضواحيه.

نهاية الأسبوع الماضي احترق أكثر من ألف هكتار في إسبانيا، واندلع حريق رابع كبير بعد ظهر الاثنين في إكستريمادورا، المنطقة المجاورة للبرتغال في فالنسيا دي ألكانتارا من دون أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة عليه ليلا.

تقع شبه الجزيرة الإيبيرية في الخطوط الأولى في مواجهة ارتفاع حرارة الأرض في أوروبا مع ازدياد وتيرة موجات الحر والجفاف والحرائق.

واحترقت مساحة 100 ألف هكتار عام 2023 في إسبانيا والبرتغال وفق أرقام مؤقتة، في مقابل أكثر من 400 ألف في المجموع عام 2022.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.


 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية