من هو الإيطالي "عمر فيسينتين" صاحب الميدالية الذهبية التاريخية في أولمبياد بكين؟

كتبت - مروة بدوي 

منذ عدة ساعات يتصدر اسم "عمر فيسينتين" وسائل الإعلام الأوروبية بعد فوزه بالميدالية البرونزية في رياضة التزلج على الجليد خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، ويعد هذا انتصارا تاريخيا لصالح إيطاليا التي تصل لأول مرة إلى منصة التتويج لفئة الرجال في هذه الرياضة، منذ إدراجها رسميا في الأولمبياد.

 بات عمر مثالا لقوة الإرادة وعدم الاستسلام، حيث كان يملك مسيرة واعدة بعد تتويجه بطل العالم للناشئين في عام 2009 ثم فوزه بكأس العالم للتزلج على الجليد عام 2014، لكنه لم يتمكن من تحقيق أي لقب جديد، رغم كونه المرشح الأوفر حظًا للحصول على اللقب خلال الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 فقد أصيب في فخذه وسقط في الدور قبل النهائي، وفي الأولمبياد التالية تم إقصاؤه من المسابقات مبكرا.

 ولسوء الحظ، قبل أولمبياد بكين بحوالي شهرين أصيب بكسر في مرفقه وتعرض لإصابة في الرأس أثناء التدريب، مما شكك في احتمالية مشاركته في الأولمبياد، لكن قوة إرادته جعلته يتعافى بعد شهر واحد ويتأهل للنهائيات ويفوز بالمركز الثالث في بكين بفارق ثوانٍ عن المركزين الأول والثاني.

تداول اسم عمر بشكل كبير في وسائل الميديا، جعل الجميع يعتقد أنه يحمل أصولا عربية أو إسلامية، لكن المفاجأة أنه أنكر ذلك، وقال إن وراء اختيار اسمه قصة ظريفة وغريبة، عندما كانت والدته في شهور الحمل رأى والده مناما وظهر له اسم عمر جليا خلال الحلم، وما دفع الوالدين للموافقة على الاسم ذي الأصول العربية، هو اعتباره حل وسط من الناحية اللغوية بالنسبة لعائلة عمر، فوالده مدرس لغة إيطالية بينما والدته مدرسة لغة ألمانية، فكان اختيار اسم أجنبي من خارج ثقافتهما حلا مرضيا للجميع.

قصة اسم عمر، رغم غرابتها، لكنها تحمل ملمحا إيجابيا من وجهة نظر رواد السوشيال الميديا الإيطالية، لأن عائلته التي تعيش في مجتمع أوروبي متأثر بالصورة الذهنية عن العرب والمسلمين، لم تخشَ من اختيار هذا الاسم ولم يعانِ صاحبه من أي مشكلة طوال حياته، وحاليا بات اسم عمر يتصدر وسائل التواصل بعد نجاحه في الأولمبياد، وربما يكون تميمة حظه في المستقبل.

صار لاعب تزلج الجليد عمر فيسينتين، الذي يبلغ 32 عاما، مثالا وقدوة للشباب بسبب تفوقه في عدة رياضات منها ركوب الأمواج والدراجة والتجديف وممارسة اليوغا بجانب التزلج الذي بدأ تعلمه منذ سن السادسة، بالإضافة لحبه القراءة والموسيقى ودراسته الاقتصاد وإدارة الأعمال.