رياح الحرب تهب على أوروبا.. ومسؤول إيطالي: لا نخشى مواجهة روسيا
رياح الحرب تهب على أوروبا.. ومسؤول إيطالي: لا نخشى مواجهة روسيا
قبل عدة أسابيع كان الجميع يستبعد اشتعال فتيل الحرب في أوروبا، لكن مع التصعيد واستمرار الحشود الروسية على الحدود الأوكرانية، بات الأمر وشيكا بل متوقعا للغاية، والسؤال المطروح حاليا ما سيناريوهات هذه الحرب القادمة؟ والمخاطر المتوقعة؟
في محاولة للإجابة على هذه الأسئلة المستقبلية نشرت الصحيفة الإيطالية "Il Sole 24 Ore" تقريرا يستعرض الوضع الحالي على السواحل الجنوبية لجزيرة صقلية الإيطالية، حيث تعبر سفن حربية روسية قادمة من المحيطين الأطلسي والهادئ في طريقها إلى البحر الأسود، وقدمت الصحيفة آراء المسؤولين الإيطاليين حول الأزمة الأوكرانية.
الوضع الحالي على سواحل صقلية
تذكر الصحيفة أنه على مدار أسبوعين وتزامناً مع تفاقم الأزمة الأوكرانية، كانت السواحل الجنوبية لجزيرة صقلية مزدحمة تماما بالسفن والغواصات الروسية المتجهة إلى البحر الأسود، بينما تواصل غواصات حلف الناتو القيام بدوريات متعاقبة في مضيق صقلية وشرق البحر المتوسط مع استمرار المناورات.
هل تمثل هذه المناورات خطراً على الحدود الإيطالية؟
نقلاً عن مصادر بالسلطات العسكرية والاستخباراتية الإيطالية، نفت الصحيفة أي مزاعم حول القلق بشأن وجود السفن العسكرية بالقرب من سواحل البلاد، وهذا ما أكده وزير الدفاع لورنزو جويريني عندما تحدث عن المناورات العسكرية قائلا: "أنا على يقين من عدم وجود مخاطر حقيقية على الأمن القومي للبلاد".
إذا تفاقم الوضع واندلعت الحرب، ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
يقول رئيس اللجنة البرلمانية الإيطالية لأمن الجمهورية أدولفو أورسو: "أنا لست أخشى الحرب التقليدية"، حيث يستبعد أورسو أن تتبع روسيا الأنماط التقليدية في أعمالها الهجومية لكنها سوف تنتهج سيناريوهات غير متوقعة مثل الهجمات السيبرانية التي تستهدف شبكة تكنولوجيا المعلومات الحكومية أو البنية التحتية الإستراتيجية لشبكات نقل الغاز، ويعلق أورسو قائلا: "علينا أن نتذكر دائما أن 40٪ من الغاز الروسي يتدفق إلى أوروبا وإيطاليا عبر الأراضي الأوكرانية"، تجدر الإشارة إلى أن روسيا أكبر مصدر للغاز والنفط في العالم، ويعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكثر أهمية لها.
ويضيف رئيس اللجنة البرلمانية الإيطالية لأمن الجمهورية أن احتمال وقوع هجمات هجينة من قبل روسيا يتطلب الحفاظ على مستوى عالٍ من الاهتمام والتركيز، وطالب أورسو الدبلوماسية الإيطالية والأوروبية بأن تلعب دورا مهما للحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة، لأنه ما زال هناك فرصة، وأكد أن أوروبا قادرة على المشاركة الفعالة والجلوس على طاولة المفاوضات.
وأضاف أورسو إذا كان هناك أمر يجب أن يثير القلق فهو المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا والصين وإيران قبالة المحيط الهندي، ويمكن اعتبارها بمثابة إشارة إنذار لأوروبا والمخاطر التي قد يواجهها الغرب بأكمله في المستقبل، مع احتمالية وجود محور صيني روسي.
دور الدبلوماسية الإيطالية
وتعليقا على الدبلوماسية الإيطالية ودورها في حل الأزمة، أشارت الصحيفة إلى المحادثة الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث تبادلا وجهات النظر حول المشاكل الدولية المعاصرة بما في ذلك الوضع في أوكرانيا، وتحدث لافروف عن مبادرات روسيا لتوفير ضمانات قانونية طويلة الأمد للأمن في أوروبا، بينما طالب بضمانات أمنية من حلف الناتو لخفض تواجده في شرق أوروبا والدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي السابق والبعد عن زعزعة الاستقرار في أوكرانيا أو أي بلد آخر.
وأكدت الصحيفة أن جهود إيطاليا لتهدئة الأزمة ما زالت مستمرة، ونقلت عن وزير الخارجية قوله إن أي أعمال عدوانية ضد أوكرانيا ستكون لها عواقب وخيمة لكن إيطاليا ستواصل تقديم مساهمتها في المفاوضات الجارية حول الأمن في أوروبا، بهدف استعادة الثقة بين الناتو وروسيا.