لجنة أمريكية مفوضة من الكونغرس تنتقد قرار فرنسا حظر العباءة بالمدارس
لجنة أمريكية مفوضة من الكونغرس تنتقد قرار فرنسا حظر العباءة بالمدارس
انتقدت لجنة أمريكيّة، الجمعة، قرار الحكومة الفرنسيّة حظر ارتداء العباءة في المدارس، معتبرة أنّ هذا الإجراء يهدف إلى "ترهيب" المسلمين المتواجدين في فرنسا.
وفي بيان، قال أبراهام كوبر الذي يرأس اللجنة الأمريكيّة للحرّية الدينيّة الدوليّة، وهي هيئة استشاريّة حكوميّة مفوّضة من الكونغرس الأمريكي، إنّه "ضمن جهد في غير محلّه لتعزيز القيمة الفرنسيّة المتمثّلة بالعلمانيّة، تتعدّى الحكومة على الحرّية الدينيّة".
وأضاف كوبر، أنّ "فرنسا تُواصل استخدام تفسير مُحدَّد للعلمانيّة من أجل استهداف المجموعات الدينيّة وترهيبها، خصوصا المسلمين"، وفق وكالة فرانس برس.
واعتبر رئيس اللجنة الأمريكيّة للحرّية الدينيّة الدوليّة، أنّ "تقييد الممارسة السلميّة للمعتقدات الدينيّة.. بغية تعزيز العلمانيّة، هو أمر مُستهجن".
وكان مجلس الدولة الفرنسي، أعلى سلطة قضائيّة إداريّة في البلاد، قد أيّد قرار الحكومة منع ارتداء العباءة في المدارس الرسميّة، في خطوة قال إنّه اتّخذها دفاعًا عن المبادئ العلمانيّة، ما أحيا جدلًا أثاره في السابق حظر الحكومة ارتداء البرقع في الأماكن العامّة.
وأدان المجلس الفرنسي للدين الإسلامي، الهيئة التي تمثل ثاني أكبر أديان البلاد، "الجدل اللامتناهي حول الإسلام والمسلمين وما يحمله من وصمات".
ليس الجدل الأول
وهذا ليس أول جدل حول اللباس الإسلامي تواجهه فرنسا، ففي عام 2004، صدر قانون يحظر ارتداء ملابس أو وضع رموز "واضحة" للانتماء الديني في المدارس العامة على خلفية خلافات حول الحجاب.
وبعد 6 سنوات، تمّ حظر النقاب في الأماكن العامة، ما أثار جدلا دولياً.
وفي عام 2016، حظرت بعض الشواطئ البوركيني وهو لباس السباحة الطويل الذي يغطي الجسم والشعر.
وتعود بانتظام إلى الواجهة مسألة منع المحجّبات من مرافقة الأولاد في النزهات التي تنظّمها المدارس، وفي يونيو هزت البلاد إمكانية السماح للاعبات كرة القدم بارتداء الحجاب.
ومع كلّ جدل، تدّعي أحزاب اليمين واليمين المتطرف وأيضًا اليسار، باستثناء اليسار المتشدّد، أنّها تريد الدفاع عن "العلمانية"، وهي إحدى ركائز الجمهورية الفرنسية منذ قانون عام 1905 والمهدّدة على حدّ قولها من "الانفصالية الدينية وبالدرجة الأولى من الإسلام".
وأصبح النقاش أكثر توتراً منذ موجة الهجمات الإسلامية الدامية التي ضربت البلاد في العقد الماضي.
وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً أنّ حوالي 81% من الفرنسيين من اليسار واليمين -وأقلّ قليلاً في صفوف اليسار المتطرف- يؤيّدون حظر العباءة في المدارس.