فرنسا تسعى لبناء 6 مفاعلات نووية للوصول إلى "صفر كربون"
فرنسا تسعى لبناء 6 مفاعلات نووية للوصول إلى "صفر كربون"
أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خططًا لبناء 6 مفاعلات نووية جديدة على الأقل في فرنسا خلال العقود المقبلة، بتكلفة تقدر بنحو 50 مليار يورو، لتعزيز التزام فرنسا بالطاقة النووية، التي تنتج الآن نحو 70% من كهرباء البلاد، وللمساعدة في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ونقلت صحيفة "فيننشيال تايمز" عن "ماكرون" لدى حديثه في بلفور بشرق فرنسا، حول تدابير لتلبية صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050، أن مرفق EDF الذي تسيطر عليه الدولة سيبني ويشغل المفاعلات الجديدة، والتي ستكون إصدارات متقدمة من المفاعل الأوروبي المضغوط، اعتمادًا على شروط التمويل، وفقًا لـEDF.
وقال "ماكرون": "بالإضافة إلى بناء مفاعلات جديدة، تبحث فرنسا أيضا في طرق لتمديد دورة حياة المفاعلات الحالية من 40 عامًا إلى أكثر من 50 عامًا".
وتعزز الخطة الجديدة التزام فرنسا، التي تمتلك 56 مفاعلا قيد التشغيل، بالطاقة النووية، التي تنتج الآن حوالي 70% من كهرباء البلاد، وكانت رمزًا لبراعتها الصناعية.
وتعد الخطة الجديدة تحولاً مهماً في سياسة الرئيس الفرنسي، الذي -بينما كان داعمًا لصناعة الطاقة الذرية الفرنسية- أغلق مصنعًا قديمًا في عام 2020 ووعد بخفض حصة الكهرباء النووية في مزيج الطاقة في فرنسا.
وتوفر الدولة، التي تمتلك حصة 84% في EDF، التمويل للمشروعات الجديدة، حيث إن EDF مثقلة بالديون وتواجه تجاوزات في تكلفة المحطات النووية الجديدة في فرنسا وبريطانيا، ولم يقدم ماكرون تفاصيل لكنه قال: "إن الدولة ستتصرف بمسؤولية لضمان الاستقرار المالي للمرافق المملوكة للدولة".
ومن المقرر أن يبدأ البناء في عام 2028 وسيبدأ تشغيل أول مفاعل جديد بحلول عام 2035، وقال "ماكرون" إنه سيتم إجراء دراسات للنظر في إنشاء 8 مفاعلات أخرى.
ويأتي إعلان "ماكرون" قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية، في حملة اتسمت بارتفاع أسعار الطاقة واشتباكات بين المرشحين حول الوتيرة التي ينبغي أن تطبق بها فرنسا استثمارات في الطاقة المتجددة.
وتعد فرنسا، أكبر منتج رئيسي للطاقة النووية في أوروبا، محمية حتى الآن من تداعيات ارتفاع أسعار الغاز، مما يزيد من جاذبية هذا القطاع، وفي غضون ذلك، تمسكت بروكسل مؤخرًا بخطط تصنيف الطاقة النووية على أنها "خضراء"، مما يساعد على جعلها أكثر جاذبية للمستثمرين.
وقال "ماكرون"، إن فرنسا ستحتاج أيضًا إلى تطوير مشاريع الطاقة المتجددة بوتيرة أسرع، في مجالات مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، لكنه أكد أنه من غير الواقعي أن تعتمد فرنسا فقط على مصادر الطاقة المتجددة وستظل بحاجة إلى الطاقة النووية.
وعلى صعيد الطاقة المتجددة، تستهدف فرنسا زيادة قدرتها على إنتاج الطاقة الشمسية 10 أضعاف بحلول عام 2050 وتستهدف بناء 50 مزرعة رياح بحرية من لا شيء الآن، ومن المقرر أن يبدأ مشروعها الأول للرياح البحرية هذا العام.