ارتفاع قتلى فيضانات الهند لـ56 والجيش يحذّر من ذخائر جرفتها المياه
ارتفاع قتلى فيضانات الهند لـ56 والجيش يحذّر من ذخائر جرفتها المياه
تأكّد مقتل 56 شخصاً على الأقل، في الفيضانات التي شهدها شمال شرق الهند، بينما حذّر الجيش الهندي من أنّ الذخائر التي جرفها طوفان المياه تشكّل خطراً على السلامة العامة.
وضربت سيول عنيفة ولاية سيكيم الهندية، الأربعاء، بعد الفيضان المفاجئ لبحيرة جليدية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
ويحذّر علماء المناخ من أنّ خطر حدوث كوارث مماثلة يهدد جميع أنحاء جبال الهيمالايا مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وذوبان الجليد.
وقال مفوض الإغاثة في الولاية أنيلراج راي، عبر الهاتف "تم حتى الآن العثور على 26 جثة في سيكيم".
بدوره، أفاد قائد شرطة منطقة جالبايغوري ك. أوميش جانبات، بأنّ فرق البحث والإنقاذ انتشلت ثلاثين جثة أخرى من حوض نهر تيستا في ولاية البنغال الغربية المجاورة.
وأضاف أنّ "النهر يصل طوله إلى 86 كيلومتراً"، مشيراً إلى أنّ "عملية البحث مستمرة".
وبين القتلى 6 جنود من الجيش الهندي يتمركزون في سيكيم قرب الحدود النائية للهند مع النيبال والصين وحيث هناك انتشار عسكري كثيف.
وما زال 16 جندياً من بين أكثر من 100 شخص في عداد المفقودين.
وقالت وزارة الدفاع الهندية في بيان، إنّ الفيضانات جرفت "أسلحة نارية ومتفجّرات" من معسكرات الجيش.
وأفادت تقارير إعلامية، الجمعة، بأنّ شخصين لقيا حتفهما وأصيب أربعة آخرون جراء قذيفة هاون انفجرت بينما كانت تجرفها مياه الفيضانات في ولاية البنغال الغربية.
ودمّرت الطرق والجسور كما قُطعت خطوط الهاتف في معظم أنحاء الولاية، ما أدى إلى تعقيد عمليات الإجلاء وجهود التواصل مع الآلاف المنقطعين عن بقية البلاد.
ولحقت أضرار بأكثر من 1200 منزل بسبب الفيضانات، وفقاً لأحدث بيان صادر عن حكومة سيكيم.
وأفاد البيان بأنّه تمّ إنقاذ أكثر من 2400 شخص، بينما لجأ نحو 7 آلاف آخرين إلى مخيّمات إغاثة مؤقتة أقيمت في المدارس والمكاتب الحكومية ودور الضيافة.
ذوبان الأنهار الجليدية
وجاء ارتفاع المياه بعدما غمرت الأمطار الغزيرة بحيرة لوناك الواقعة على مستوى مرتفع عند قاعدة نهر جليدي في القمم المحيطة بجبل كانغشينجونغا ثالث أعلى جبل في العالم.
تدفقت المياه باتجاه مجرى النهر، ما زاد من ارتفاع مستوى مياهه بسبب الأمطار الموسمية، الأمر الذي نتج عنه إتلاف أحد السدود وجرف منازل.
وتذوب الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا بشكل أسرع من أي وقت، بسبب تغيّر المناخ، ما يعرض المجتمعات لكوارث مكلفة وغير متوقّعة، وفقاً لمجموعة أبحاث المركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال.
وقال آرون بهاكتا شريستا المتخصص في تغير المناخ في المركز، إن "السبب الأساسي هو تغير المناخ وسيزداد تأثيره في المستقبل".
وأضاف "لا يوجد أي سيناريو جيد" موضحا "حتى السيناريو الأكثر تواضعا يشير لنا إلى أن احتمال حدوث مثل هذه الأحداث المفاجئة لفيضانات البحيرة الجليدية مرتفع جدًا".
يقول علماء المناخ إن متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض ارتفع بنحو 1,2 درجة مئوية منذ الحقبة ما قبل الصناعية لكن المناطق الجبلية المرتفعة في كل أنحاء العالم ارتفعت درجة حرارتها بوتيرة مضاعفة".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".