هيئات دولية تدين الهجوم على بلدات إسرائيلية وتدعو لضبط النفس
هيئات دولية تدين الهجوم على بلدات إسرائيلية وتدعو لضبط النفس
أدانت هيئات ومنظمات دولية وعربية وحقوقية الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية وحثت على ضبط النفس واحترام المدنيين وحمايتهم وفقا للقانون الإنساني الدولي.
في البداية أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأشد العبارات، الهجوم الذي شنته حركة حماس، السبت على بلدات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة ووسط إسرائيل، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه المراكز السكانية الإسرائيلية.
وقال غوتيريش -في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، ستيفان دوغاريك- إن الهجمات أودت، حتى الآن، بحياة العديد من المدنيين الإسرائيليين وأصابت المئات، بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأعرب عن الجزع إزاء التقارير التي تفيد بأن المدنيين تعرضوا للهجوم والاختطاف من منازلهم.
وأبدى الأمين العام قلقا عميقا على وضع السكان المدنيين، وحث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وشدد على وجوب احترام المدنيين وحمايتهم وفقا للقانون الإنساني الدولي في جميع الأوقات.
وقدم الأمين العام تعازيه العميقة لأسر الضحايا ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع المختطفين.. وحث على بذل كافة الجهود الدبلوماسية لتجنب اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وشدد غوتيريش على أن العنف لا يمكن أن يوفر حلا للصراع، وأن المفاوضات التي تؤدي إلى حل الدولتين وحدها الكفيلة بتحقيق السلام.
الأونروا
أصدرت وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) تقريرا حول تطورات الوضع في قطاع غزة، قالت فيه "إن القوات الإسرائيلية شنت عملية (السيف الحديدي) بتوجيه ضربات جوية وبرية وبحرية لقطاع غزة".
وذكرت أن ذلك جاء ردا على "عملية طوفان الأقصى"، والتي أطلقت من خلالها حركة حماس ما يزيد على خمسة آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل من مواقع متعددة في غزة، بالإضافة إلى عملية برية داخل إسرائيل.
وذكرت الأونروا أن ما لا يقل عن 20,363 نازحا احتموا في 44 مدرسة تابعة للأونروا في كل مناطق قطاع غزة، باستثناء خان يونس. ومن بين هذه المدارس، هناك 28 ملجأ مخصصا للطوارئ إلى جانب 16 ملجأ غير مخصص.
وأفادت الأونروا بتضرر ثلاث مدارس تابعة للأونروا جراء الأضرار الجانبية الناجمة عن الغارات الجوية التي شنتها القوات المسلحة الإسرائيلية.
التراجع عن حافة الهاوية
بدوره، أدان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بشدة الهجوم متعدد الجبهات الذي استهدف البلدات والمدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، صباح يوم السبت، ووابل الصواريخ الذي يطلقه مسلحو حماس على أنحاء وسط إسرائيل.
وقال وينسلاند، في بيان، إن هذه الأحداث أسفرت عن مشاهد عنف مروعة وسقوط العديد من القتلى والجرحى الإسرائيليين، "ويعتقد أن العديد منهم اختطفوا إلى داخل القطاع".
وأضاف المنسق الأممي، أن هذه "الهجمات التي تستهدف المدنيين شنيعة"، داعيا إلى أن تتوقف فورا.
وأعرب عن قلق بالغ إزاء سلامة جميع المدنيين، مشيرا إلى أنه على اتصال وثيق مع جميع الأطراف المعنية للحث على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ودعوة جميع الأطراف إلى حماية المدنيين.
واختتم بيانه قائلا: "هذا منحدر خطير وأناشد الجميع التراجع عن حافة الهاوية".
مفوض الأمم المتحدة
بدوره، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن الصدمة والجزع إزاء التقارير التي تفيد بأن مجموعات فلسطينية مسلحة أطلقت، هذا الصباح، مئات، وربما الآلاف، من الصواريخ العشوائية باتجاه إسرائيل، وأن "ما لا يقل عن 22 إسرائيليا قُتلوا وجُرح المئات".
وأبدى، في بيان، قلقا بالغا إزاء التقارير التي تفيد باحتجاز مدنيين إسرائيليين كرهائن.
وقال تورك إن هذا الهجوم يترك أثرا مروعا على المدنيين الإسرائيليين، مشددا على ضرورة ألا يكون المدنيون أبدا هدفا للهجوم.
وأشار أيضا إلى أن القوات الإسرائيلية ردت بغارات جوية على قطاع غزة المكتظ بالسكان، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وفقا لتقارير.
ودعا إلى اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين هناك.
كما دعا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف، مناشدا جميع الأطراف والدول الرئيسية في المنطقة وقف التصعيد لتجنب المزيد من إراقة الدماء.
حلف شمال الأطلسي
ندد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالعملية، وقال المتحدث باسمه ديلان وايت "ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس اليوم على إسرائيل، شريكة الحلف الأطلسي"، معتبرا أن "الإرهاب تهديد جوهري للمجتمعات الحرة، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".
الاتحاد الأوروبي
أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "بلا لبس" عملية حماس التي وصفتها بأنها تمُتّ إلى "الإرهاب بأبغض أشكاله"، مؤكدة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
كذلك، رأت أن "هذا العنف ليس حلا سياسيا، ولا عملا ينمّ عن شجاعة؛ هذا إرهاب محض.. الاتحاد الأوروبي يقف الى جانب إسرائيل".
وقال مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل "نتابع الأخبار الواردة من إسرائيل بقلق.. وندين بلا لبس هجمات حماس"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يبدي تضامنه مع إسرائيل في هذه الأوقات الصعبة".
وأضاف "الأنباء عن احتجاز مدنيين رهائن.. مروعة، هذا يتعارض مع القانون الدولي، يجب إطلاق سراح الرهائن فورا".
كما ندد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بهذه "الهجمات العشوائية على إسرائيل وشعبها"، مدينا "الترهيب والعنف ضد مدنيين أبرياء".
الجامعة العربية
دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إلى "وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري"، مذكرا بأن "استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور"، وفق ما جاء في بيان أصدره المتحدث باسمه.
وأضاف المتحدث أن "الأمين العام لديه اقتناع كامل بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين".
منظمة التعاون الإسلامي
أكدت المنظمة أنها تتابع "بقلق بالغ التطورات الميدانية والتصعيد الإسرائيلي الخطير في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتدين العدوان العسكري الإسرائيلي الذي أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني".
واعتبرت أن "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وعدم التزامها بقرارات الشرعية الدولية، وتصعيد وتيرة اعتداءاته وجرائمه اليومية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحرمانه من حقوقه المشروعة هي السبب الرئيسي في عدم الاستقرار".
العربية لحقوق الإنسان
أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق قلقها إزاء التهديدات الإسرائيلية بعدوان جارف على الأراضي الفلسطينية رداً على هجمات فصائل المقاومة في قطاع غزة على المستعمرات الإسرائيلية، خاصة في ضوء ما جاء على لسان رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وقالت في بيان لها "يفاقم من قلق المنظمة التصريحات الغربية، بما في ذلك المواقف الأوروبية التي تمنح إسرائيل الضوء الأخضر نحو شن عدوان جديد على الفلسطينيين بالمخالفة لقواعد القانون الإنساني الدولي وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 المتعلقة بتنظيم قواعد معاملة المدنيين والأعيان المدنية وقت الحرب ".
وذكرت المنظمة أصحاب المواقف المنحرفة بأن القضية كانت ولا تزال تتمحور حول الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وأن الحل واضح وصريح وهو الانسحاب دون قيد أو شرط أو تفاوض.
وطالبت المنظمة مؤتمر الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة للانعقاد بصفة عاجلة لتفعيل واجباتهم في توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، وضمان جلب الجناة إلى العدالة.
طوفان الأقصى
ودخلت العمليات العسكرية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى" يومها الثاني، الأحد، مع ردود إسرائيلية متعددة باستهداف المسلحين الذين تسللوا إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وتوجيه ضربات تستهدف معاقل لحماس في قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد الإسرائيليين الذين قتلوا منذ أن شنت حركة حماس هجومها يوم السبت ارتفع إلى 350 قتيلا، في حين تقول وزارة الصحة الإسرائيلية إنه تم نقل 1864 مصابًا إلى المستشفيات حتى الساعة 6:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، الأحد، منهم 19 شخصا حالتهم حرجة و326 إصاباتهم خطيرة.
وتفرض إسرائيل منذ 2007 حصاراً مشدّداً على القطاع، تاريخ تفرّد حركة حماس بالسيطرة عليه. ومذّاك، خاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حروبا مدمّرة عدّة.