وفق إحصاء صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية

حصيلة 3 أسابيع.. مقتل أكثر من 7 آلاف فلسطيني في غزة 70% منهم أطفال ونساء

حصيلة 3 أسابيع.. مقتل أكثر من 7 آلاف فلسطيني في غزة 70% منهم أطفال ونساء

بتطورات لحظية متسارعة، تشتد وطأة الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" المتواصلة على قطاع غزة منذ 3 أسابيع.

والجمعة، انقطعت الاتصالات والإنترنت عن مناطق واسعة من قطاع غزة بالتزامن مع قصف إسرائيلي مكثف وغير مسبوق على شمال القطاع.

وتتسارع وتيرة المساعي والمحادثات لإبرام صفقة محتملة ترعاها قطر، لتبادل الرهائن بين الجانبين، إضافة إلى إمكانية وقف إطلاق النار.

ورفضت إسرائيل علناً دعوات وقف إطلاق النار، وأعلنت التزامها بالقضاء على "حماس"، فيما أعلنت تباعا الولايات المتحدة، أنها لا تدعم أي وقف لإطلاق النار يسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها.

وأصدر مركز المعلومات الصحية بوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تقريرا اطلعت عليه "جسور بوست"، يرصد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع خلال الفترة من 7 إلى 27 أكتوبر 2023.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الجمعة، أن حصيلة ضحايا عدوان قوات الجيش الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، منذ السابع من شهر أكتوبر الجاري، ارتفع إلى أكثر من 7415 قتيلا، و20517 جريحًا.

وقالت الوزارة -في تقرير لها- إن 7305 قتلى ارتقوا في قطاع غزة، و110 قتلى في الضفة الغربية، فيما جرح في القطاع 18567 مواطنًا، و1950 في الضفة.

وأكد التقرير أن عدد القتلى يفوق هذا العدد بمراحل، لأن الرصد لم يشمل المفقودين تحت الأنقاض، والذين تم دفنهم مباشرة دون العرض على المستشفيات، والذين لم تتمكن المستشفيات من إتمام إجراءات تسجيلهم.

ورصدت بيانات وزارة الصحة في غزة أيضا نحو 20517 جريحًا، بالإضافة إلى 1650 مفقودا، خلال 20 يوما من الحرب والقصف الإسرائيلي على القطاع.

مساعي الهدنة

وقبل أسبوع، انطلقت قمة القاهرة للسلام، في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي العاصمة المصرية، بمشاركة دولية وعربية وأممية واسعة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وعقدت القمة بمشاركة دول الإمارات، وقطر، والسعودية، والأردن، والبحرين، وجنوب إفريقيا، وموريتانيا، وليبيا، والكويت، إسبانيا، واليونان، وإيطاليا، والعراق، وسلطنة عمان، وتركيا، والمغرب، وجزر القمر، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، والبرازيل، واليابان، والنرويج.

وشهد أعمال القمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته إن بلاده "تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها 2.5 مليون فلسطيني في غزة، يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسري، في ممارسات نبذها العالم المتحضر".

وأضاف السيسي: "مصر دفعت ثمنا هائلا من أجل السلام في هذه المنطقة"، داعيا إلى توفير "الحماية الدولية للفلسطينيين وأن حلول هذه القضية تأتي بحصول الفلسطينيين على حق تقرير المصير".

ودعا زعماء العالم التوصل إلى اتفاق بشأن خارطة طريق لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وإحياء طريق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وجاءت كلمة السيسي لإنهاء حالة جدل أثيرت عقب مطالب للسلطات الإسرائيلية بتهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية (شرق)، كما تزامن مع تواتر تقارير بشأن استعداد إسرائيل لتنفيذ توغل بري على غزة، ضمن حملتها العسكرية التي تشمل أيضا قصفا متواصلا على القطاع.

مساعدات محدودة 

وفجر 21 أكتوبر الجاري، بدأت المساعدات الإنسانية تدخل قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، عقب إغلاق كامل وقصف المعبر أكثر من 3 مرات من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.

وبدأت شاحنات المساعدات، بالعبور من معبر رفح إلى قطاع غزة، صحبة الهلال الأحمر المصري ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي.

فيما بلغ العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات التي دخلت غزة 74 شاحنة فحسب، منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع.

وقال صحفي فلسطيني من غزة، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ"جسور بوست" إن غزة كانت تستقبل يوميا 500 شاحنة من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات، بما في ذلك 45 شاحنة وقود لتشغيل سيارات القطاع ومحطات تحلية المياه والمخابز.

وأضاف الصحفي قائلا: "هذه الشاحنات الـ74 التي تحمل المساعدات الإنسانية لا تكفي سوى حي واحد من غزة، وحتى الآن جميعها تستقر في مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ولم يتم توزيعها على سكان القطاع بسبب ظروف القصف المتواصل".

بدوره، قال المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، الخميس، في مقال نشر بصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن "قطاع غزة تحول إلى أكبر سجن مفتوح في العالم على خلفية الحصار المفروض عليه منذ نحو 17 عاما، كما تحول إلى مقبرة لسكان محاصرين بين الحرب والحصار والحرمان".

وأدان مفوض "الأونروا"، تحذيرات الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجيش "يطالب الفلسطينيين بالانتقال إلى جنوب القطاع، ومع ذلك تستمر الغارات في الجنوب".

وأكد لازاريني "وجود نحو 600 ألف شخص في 150 منشأة تابعة للأونروا، نزحوا من مناطقهم ومنازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية، وجميعهم يعيشون في ظروف غير صحية، في ظل محدودية توافر المياه النظيفة والطعام والأدوية".

أوبئة وأمراض

وفي تصريح سابق لـ"جسور بوست" أعلن نائب مدير عام الرعاية الأولية للصحة العامة الفلسطينية، الدكتور رامي العبادلة، ثبوت إصابة 1055 طفلا في يوم واحد بأمراض معدية داخل مخيمات اللجوء والإيواء جنوبي قطاع غزة.

وأوضح العبادلة أن الأطفال أصيبوا بعدة أمراض مزمنة ومعدية أبرزها التسمم الغذائي، والإسهال، والتهاب الكبد الوبائي، والتهاب الشعب الهوائية، ومرض الجدري المائي، وحشرات قمل الرأس، إضافة إلى إصابة 20 طفلا بالجرب (مرض جلدي مُعد)، إلى جانب انتشار واسع لأمراض طفح جلدية غير معروفة الأسباب، وبعض الأمراض المعدية التي لم يتوصل الأطباء إلى تشخيصها.

ويعاني قطاع غزة نقصا حادا في المياه الصالحة للشرب، جراء انقطاع التيار الكهربائي وعدم تشغيل المولّدات بسبب نفاد الوقود، ويؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين الأحياء.

وبشكل عام، يواجه قطاع غزة الذي يعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، أزمة مياه آمنة للشرب فقدها أكثر من 90 بالمئة من السكان الذين تجاوز عددهم مليوني نسمة، إذ يعيشون بالحد الأدنى من الخدمات الأساسية في واقع اقتصادي متردٍ.

وفي فجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة حماس، عملية مباغتة ضد إسرائيل بإطلاق دفعات مكثفة من الصواريخ على مناطق إسرائيلية عدة، وتنفيذ عمليات تسلل في محيط قطاع غزة، في ما اعتبرته السلطات الإسرائيلية حربا ضد دولتها تستدعي الرد بغارات جوية على القطاع.

ورد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي موسع على قطاع غزة في عملية اسماها بـ"السيوف الحديدية" تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية والمباني المدنية والحكومية، فيما سقط آلاف القتلى والجرحى خلال المواجهات وأثناء العمليات العسكرية بين الجانبين.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية