اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. اليوبيل الماسي يتوج الوثيقة الأكثر إلهاماً وانتشاراً في العالم
يحتفل به في 10 ديسمبر من كل عام
باحتفال مرور 75 عاما على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يتوج اليوبيل الماسي الوثيقة الأكثر وإلهاما وانتشارا والأوسع ترجمة في العالم.
ويحيي العالم، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، في 10 ديسمبر من كل عام، تزامنا مع ذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.
وتحتفل الأمم المتحدة هذا العام بالذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، متطلعة إلى إحياء روح الإعلان العالمي وحيويته واندفاعه وتجدّد الإجماع العالمي حوله.
ويتألّف الإعلان من ديباجة و30 مادة تحدد مجموعة واسعة من حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي يحق لأي إنسان أن يتمتع بها أينما وجد في مختلف أنحاء العالم.
ويضمن الإعلان جميع الحقوق الإنسانية بدون أي تمييز، على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل القومي أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر.
وعلى مدى العقود الماضية، تم قبول الإعلان العالمي كعقد مُبرَم بين الحكومات وشعوبها في جميع الدول تقريبًا، ومنذ ذلك الحين شكل الأساسَ لنظام موسع يهدف إلى حماية حقوق الإنسان.
ويركز اليوم أيضًا على الفئات الضعيفة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والشعوب الأصلية والمهاجرين، ومتاح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بما يزيد على 500 لغة، ويعد الوثيقة الأوسع ترجمة في العالم.
العالم يكاد يضل
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "إن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، تلك الفاتحة الشهيرة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا تقل أهميةً اليوم عمّا كانت عليه عندما اعتُمدت قبل 75 عاما خلت".
وأوضح غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة أن "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو بمثابة خارطة طريق تهدي إلى السبيل لإنهاء الحروب ورأب الانقسامات وتعزيز العيش في سلام وكرامة للجميع".
وأضاف: "لكن العالم يكاد يضل الطريق إلى تحقيق هذه الغاية فالنزاعات تستعر، والفقر والجوع يتزايدان، وأوجه التفاوت تزداد عُمْقا، وأزمة المناخ تشكل أزمة حقوق إنسان تلحق أشد أضرارها بأضعف فئات البشر".
وتابع غوتيريش أن "الحكم السلطوي في صعود، والفضاء المدني يتقلّص ووسائل الإعلام تتعرض للهجوم من كل ناحية، والمساواة بين الجنسين ما زالت حلما بعيد المنال، والحقوق الإنجابية التي حصلت عليها المرأة تُسلب منها من جديد".
ومضى قائلا: "من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى تعزيز واحترام جميع حقوق الإنسان، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والمدنية والسياسية، التي هي حقوق تكفل الحماية لنا جميعا".
واستطرد أن "الإعلان العالمي يهدي إلى السبيل لإعلاء القيم والنُّهُج المشتركة التي يمكن أن تساعد في معالجة التوترات وإحلال الأمن والاستقرار اللذين يتوق إليهما عالمنا".
وأكد الأمين العام أنه بينما نعمل على تحديث الأطر العالمية وزيادة فاعليتها في التعامل مع معطيات القرن الحادي والعشرين، يجب أن يكون لحقوق الإنسان دورٌ فريد ومركزي.
وقال غوتيريش "إنني أدعو الدول الأعضاء إلى اغتنام فرصة الذكرى الخامسة والسبعين هذه، وكذلك فرصة انعقاد مؤتمر قمة المستقبل في العام القادم، لتعزيز التزامها بالقيم الخالدة المكرّسة في الإعلان العالمي".
واختتم كلمته بعبارة "إنني في يوم حقوق الإنسان أحثُّ الناس حول العالم على تعزيز واحترام حقوق الإنسان، في كل يوم، لكل إنسان، وفي كل مكان".
وثيقة ملزمة وملهمة
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي لعام 2023 تحت شعار: "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"، إذ تأمل في تعزيز المعرفة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان باعتباره مخططًا أساسيًا تسترشد به الإجراءات العملية الرامية إلى الدفاع عن حقوق الإنسان ومعالجة القضايا العالمية الملحّة في عالمنا اليوم.
وتقول المنظمة الأممية إن "هذه هي اللحظة بالذات لإعادة إحياء الأمل في حقوق الإنسان لكل شخص من دون أي استثناء، وتمتدّ هذه اللحظة على عام 2023 كاملاً وما بعده، ويصادف الاحتفال بأحد أبرز الالتزامات الدولية الرائدة في العالم".
ورغم أن الإعلان ليس بوثيقة ملزمة، فقد شكل مصدر إلهام لإعداد أكثر من 60 صكًا من صكوك حقوق الإنسان، تشكل مجتمعةً معيارًا دوليًا لحقوق الإنسان.
وقد منحت الموافقةُ العامة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على حقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها في الإعلان، مزيدًا من القوة كما سلّطت الضوء على أهمية حقوق الإنسان في الحياة اليومية.
ويؤدي المفوض السامي لحقوق الإنسان، بصفته المسؤول الأساسي عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، دورًا بارزًا في تنسيق الجهود للاحتفال سنويًا بيوم حقوق الإنسان.