في يومها الدولي.. نضال منصور: انتكاسة لحقوق الإنسان بسبب عدوان إسرائيل على غزة

في يومها الدولي.. نضال منصور: انتكاسة لحقوق الإنسان بسبب عدوان إسرائيل على غزة
نضال منصور

اعتبر مؤسس وعضو مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن، نضال منصور، أن حقوق الإنسان تشهد انتكاسة، مشيرا إلى أن ما حدث خلال العدوان الإسرائيلي على غزة يهدد الاتفاقيات ومعاهدات حقوق الإنسان والقانون الدولي بالفشل، فكثير من الدول الغربية لم تعد مؤتمنة في الدفاع عن حقوق الإنسان وهي ترى الجرائم والانتهاكات تحدث ولم ترفع صوتًا لتطبق العدالة وترسخ لعالمية حقوق الإنسان التي لا يمكن أن تتجزأ  وأن حق الإنسان في فلسطين هو على قدم المساواة مع حقوق الإنسان في أي مكان، ولا يمكن السكوت عن جرائم الحرب والتهجير القسري والإبادة، ولذلك نحن أمام مفترق أمام تاريخ الحركة الحقوقية العالمية، نحن الآن على المحك، هل نستطيع الأخذ في الاعتبار لقضايا حقوق الإنسان والالتزامات المفروضة على الدول بموجب هذه الاتفاقيات أم أن كل شيء سيوظف بشكل سياسي وتقدم المصالح على المبادئ.

وقال “منصور” في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إن هناك تحديات كثيرة متعلقة بانتهاكات تحدث كما رأينا في فلسطين، والعالم إما شريك أو متواطئ أو صامت، وهناك انتهاكات تحدث أيضًا في ميادين كثيرة، على سبيل المثال هذه الفجوة الطبقية بين الجنوب الذي يعاني من الفقر والجوع والتدمير الممنهج وغيرها والشمال الغني المتقدم.

وأضاف أن المؤسسات الدولية يجب أن تكون مؤمنة بأن العمل في ميدان حقوق الإنسان غير قابل للتجزئة، وأن المؤسسات الحقوقية غير الحكومية لا يمكن أن تعمل بمعزل عن الحكومات لتكريس نهج قائم على حقوق الإنسان، وهذا يحتاج لأن تكون هناك خطط وطنية تربط بين التنمية وحقوق الإنسان.

وعن دور وسائل الإعلام، أوضح “منصور”، أن هناك دورا لوسائل الإعلام يتمثل أولًا في توعية المجتمع بمنظومة حقوق الإنسان، والاتفاقيات والمعاهدات والمتعلقة بالمساواة وحقوق الطفل وغيرها، أيضًا أن تعتمد على أنسنة قصصها وأن تكون هناك مقاربات حقوقية في قصصها، وأيضًا أن تقوم برصد وتوثيق الانتهاكات وفضحها حتى لا يفلت أحد من العقاب، وتلعب التكنولوجيا دورًا في أن تكون المعلومات عابرة للحدود، ووظفت التكنولوجيا لخدمة رصد قضايا حقوق الإنسان وتوثيقها، فلم تعد السلطات قادرة على إحكام الفضاء الافتراضي وإغلاق المنابر، وهناك مخاطر في استخدام التكنولوجيا من حيث حجب المحتوى الذي تتحكم فيه منصات التواصل الاجتماعي كما يحدث في حجب الرواية الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي، أيضًا هناك مخاوف من توظيف الذكاء الاصطناعي في اتجاهات صناعة الأخبار المزيفة، ونحن نعاني الآن من أن ذلك بدأ يساعد في صناعة الأخبار المضللة، وإن كنا نستطيع استخدام التكنولوجيا في التحقق منها.

وعن ضم حقوق الإنسان للمناهج، أضاف: يجب العمل على أن تكون هناك مناهج وتطبيقات وممارسات لحقوق الإنسان في المدرسة وفي العائلة وفي كل مكان، أتذكر في بداية التسعينيات عملت منظمة العفو الدولي على ترسيخ أن تكون مبادرات لضم مناهج حقوق الإنسان داخل البيئات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، ويمكن أن نوظف منصات التواصل الاجتماعي في تعميم حقوق الإنسان على أن تقدم بشكل بصري وصوتي سهل ومحبب خاصة للأطفال والشباب.

واستطرد، حقوق الإنسان عابرة للثقافات توحد بينها وتستطيع أن تكون جسرًا بين الناس، حيث تقوم على مبادئ الإنصاف والعدالة والمساواة وعدم التمييز وتمنع الإفلات من العقاب، والنجاحات التي تحققت في مجال حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة مهمة جدًا من خلال المعاقبة وقيام المؤسسات الدولية برصد الانتهاكات، وهناك آليات تعاقدية ولجان مثل لجنة مناهضة التعذيب التي تعمل بشكل كبير لمراقبة الانتهاكات ولكن كل ذلك أصبح في خطر بسبب ما يحدث في غزة وعدم تطبيق القانون الدولي لحقوق الإنسان.

ولذا الجرائم التي تحدث حاليا في غزة هي جرائم حرب وإبادة وعقاب جماعي، وحتى هذه اللحظة لم تقم المؤسسات الدولية بواجباتها، على سبيل المثال المفوضية السامية لم تقم بإعلان موقف واضح يصف ما يحدث بجرائم الحرب ويحمل إسرائيل المسؤولية، بل لم تكن هناك تحقيقات جدية، لم يدعُ مجلس حقوق الإنسان إلى تشكيل مستقل للجنة تحقيق، وحتى الآن الأمم المتحدة عاجزة وهناك دول غربية تعطل التزام الأمم المتحدة بميثاقها الذي ينص على عدم إطلاق النار وحماية السلم، فالمؤسسات الدولية لم تقم بواجبها مثل "الأونروا"، للأسف السلطات الإسرائيلية تجبرها على عدم القيام بواجباتها.

واستكمل، الأمر ليس صراعًا مسلحًا، بل هناك شعب محتل يملك الحق بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، حق المقاومة وحق تقرير المصير، والاحتلال بموجب القانون الدولي لا يملك الحق بالحديث عن الدفاع عن النفس، ولذا ليس صراعًا مسلحًا، هناك قوة احتلال  تخرق قوانين الحرب وبعض الدول توظف الأمر سياسيا بحيث يطغى على موضوع الحقوق، هناك إجراءات كثيرة يمكن ملاحقة إسرائيل بها مثل اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية واللجوء لمحكمة العدل الدولية، وهناك سوابق تدين إسرائيل، ويمكن الاستفادة من الولاية الدولية بملاحقة قادة إسرائيل باعتبارهم مجرمي حرب.

ويحيي العالم، اليوم الدولي لحقوق الإنسان، في 10 ديسمبر من كل عام، تزامنا مع ذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948.

وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي لعام 2023 تحت شعار: "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"، إذ تأمل في تعزيز المعرفة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان باعتباره مخططًا أساسيًا تسترشد به الإجراءات العملية الرامية إلى الدفاع عن حقوق الإنسان ومعالجة القضايا العالمية الملحّة في عالمنا اليوم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية