اليوم الدولي للحياد.. دبلوماسية وقائية ضرورية لمواجهة الأزمات والنزاعات
يحتفل به في 12 ديسمبر من كل عام
كضرورة دولية لوقف تصاعد التوترات السياسية والنزاعات المسلحة، يكتسب الحياد أهمية أممية كبرى كدبلوماسية وقائية لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للحياد، في 12 ديسمبر من كل عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية تعزيز الوعي العام بقيمة الحياد في العلاقات الدولية.
ويُعرف الحياد بأنه الوضع القانوني الناجم عن امتناع دولة عن المشاركة في حرب مع دول أخرى، والحفاظ على موقف الحياد تجاه المتحاربين، واعتراف المتحاربين بهذا الامتناع وعدم التحيز.
ويعد هذا أمرا بالغ الأهمية، إذ تكتسب الأمم المتحدة من خلاله الثقة والتعاون من جميع الأطراف من أجل العمل بشكل مستقل وفعال، لا سيما في الحالات التي تنطوي على احتدام سياسي.
وتُلزم المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة، الدول الأعضاء بتسوية منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية والامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها في علاقاتها.
وشدد القرار أيضا على أن سياسات الحياد الوطنية التي تتبعها بعض الدول، يمكن أن تساهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وتؤدي دورا هاما في إقامة علاقات متبادلة المنفعة في ما بين بلدان العالم.
وترمي سياسات الحياد الوطنية إلى تعزيز استخدام الدبلوماسية الوقائية، وهي وظيفة أساسية من مهام الأمم المتحدة وتحتل مكانة مركزية في مهام الأمين العام.
حلول توافقية
في مواجهة التوتر السياسي والأزمات المتصاعدة، فإن من الأهمية بمكان التمسك بمبادئ السيادة والمساواة في السيادة بين الدول وسلامتها الإقليمية وتقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى، وتشجيع تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية على نحو لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.
وتساهم سياسة الحياد في تعزيز السلم والأمن في المناطق ذات الصلة وعلى الصعيد العالمي، وتلعب دورا هاما في إقامة علاقات سلمية وودية ومفيدة للطرفين بين بلدان العالم.
كما أنها تعد عاملًا رئيسيًا لتوفير الظروف وبناء منبر للمفاوضات السلمية، وترتبط أيضا ارتباطا وثيقا بالأدوات الدبلوماسية الوقائية مثل أدوات الإنذار المبكر ومنع نشوب الصراعات والوساطة والمساعي الحميدة، وبعثات تقصي الحقائق، والتفاوض، واستخدام المبعوثين الخاصين، والمشاورات غير الرسمية، وبناء السلام، والأنشطة الإنمائية المستهدفة.
ومن ثم فإن الدبلوماسية الوقائية هي إحدى المهام الأساسية للأمم المتحدة، وتشير إلى الإجراءات الدبلوماسية المتخذة للحيلولة دون تصعيد المنازعات إلى نزاعات وللحد من انتشار النزاعات عند حدوثها.
وتشمل الدبلوماسية الوقائية العديد من الأدوات، بما في ذلك البعثات السياسية الخاصة للأمم المتحدة والمساعي الحميدة التي يبذلها الأمين العام في صنع السلام وحفظ السلام وبناء السلام.
ورغم الاضطلاع بالدبلوماسية الوقائية في أشكال ومنتديات مختلفة، عامة وخاصة على السواء، فإن التعبير الأكثر شيوعاً لها يتبلور في عمل المبعوثين الدبلوماسيين الموفدين إلى مناطق الأزمات بغرض تشجيع الحوار والتوصل إلى حلول توافقية وتسوية التوترات بالوسائل السلمية.
المساعي الحميدة
وتشمل أيضاً تدخل مجلس الأمن والأمين العام وجهات فاعلة أخرى بغرض الإثناء عن استخدام العنف في اللحظات الحاسمة، إذ تضطلع الأمم المتحدة منذ إنشائها بدور حاسم للمساعدة في الوساطة في النزاعات بين الدول وداخل الدولة الواحدة في جميع المراحل، قبل أن تتصاعد لتصبح نزاعات مسلحة، وبعد اندلاع أعمال العنف، وأثناء تنفيذ اتفاقات السلام.
ويضطلع الأمين العام وممثلوه ومبعوثوه بجهود المساعي الحميدة والوساطة بناءً على طلب الأطراف أو بمبادرة من الأمين العام أو استجابة لطلب مقدم من مجلس الأمن أو الجمعية العامة.
ويتطلب نجاح الوساطة في النزاعات وجود منظومة ملائمة للدعم من أجل تزويد المبعوثين، بما يلزم من الموظفين المساعدين والمشورة السليمة، وكفالة توافر ما يلزم من موارد لوجستية ومالية لإجراء المحادثات.
ولا تزال المنظمة الأممية تمارس دورا نشطا في هذا المجال، وهي تعمل على نحو متزايد في شراكة مع المنظمات الإقليمية من أجل إنهاء النزاعات الجارية والحيلولة دون نشوء أزمات جديدة أو تصاعدها.
وتشكل إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بالأمم المتحدة محور ارتكاز جهود الأمم المتحدة في صنع السلام، إذ ترصد التطورات السياسية العالمية وتقدم المشورة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن منع الأزمات وإدارتها، بما يشمل الاستعانة "بمساعيه الحميدة" الدبلوماسية لمساعدة أطراف النزاع على تسوية منازعاتها بالوسائل السلمية.
ووفق المبادئ التوجيهية لتعزيز تنسيق المساعدة الإنسانية التي تقدمها منظومة الأمم المتحدة في حالات الطوارئ، تضطلع البلدان التي لها مركز الحياد بدور هام في تقديم المساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ المعقدة والكوارث الطبيعية.











