فاينانشيال تايمز: الصراع في الشرق الأوسط غير قابل للحل لكن يمكن إدارته
فاينانشيال تايمز: الصراع في الشرق الأوسط غير قابل للحل لكن يمكن إدارته
اعتبرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية، أن الوضع في الشرق الأوسط لا يبدو أكثر قابلية للحل وإنهاء الأزمة بين إسرائيل وفلسطين، لكن يمكن إدارته بشكل أفضل.
وأوضح الكاتب جون ويبستر في مقال له بالصحيفة، أن المجلس الأطلسي وهو مؤسسة فكرية أمريكية، مقرها العاصمة واشنطن، أظهر في استطلاعه أن عددا كبيرا من الخبراء يعتقدون أن دولة فلسطين ستتمتع بعلاقات سلمية مع إسرائيل خلال العقد المقبل.
وأشار إلى أن المجلس يضم خبراء يفترض أنهم ينظرون إلى الوضع من منظور عقلاني ولا يأخذون في الاعتبار سوى القليل جدًا من المشاعر العاطفية.
وبحسب الكاتب فإنه قبل السابع من أكتوبر، كان قليلون في فلسطين يريدون حل الدولتين، لافتة إلى أن الحرب الشرسة تعني أنه لا يوجد احتمال لمثل هذا الحل في المستقبل القريب.
ورجح المقال تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، بزعم أن ذلك قد يوفر قدراً من الأمل في المضي قدماً في القضية الفلسطينية.
ويبين أنه حتى ذلك الحين قد تظل المنطقة مبتلاة بالمجموعات التابعة -حزب الله والحوثيين وربما حماس- المدعومة من إيران، والتي ستستمر في نشر الدمار.
الشرق الأوسط على حافة الهاوية
يقول مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في مقاله بالصحيفة، إن الحروب لا تبقى داخل حدود الدول في الشرق الأوسط.
وأضاف أن المشاعر والمظالم الكامنة، والتدخل الأجنبي، وغياب عملية أمنية إقليمية، والضعف المستمر للدبلوماسية المحلية، تتضافر لتجعل من احتمالات امتداد الصراع في الشرق الأوسط أكثر احتمالا من عدمه.
وذكر أنه قبل عشرين عاماً، أدى الغزو الغربي للعراق إلى قلب التوازن الإقليمي رأساً على عقب لصالح إيران، الأمر الذي حفز عصراً جديداً من الجهادية العابرة للحدود الوطنية.
وقبل عقد من الزمن، انزلقت سوريا إلى حرب أهلية مدمرة اجتذبت قوى كبرى ومقاتلين، وبالتالي فمن المرجح أن تكون التداعيات الإقليمية الناجمة عن الحرب الجارية في غزة على نفس الترتيب والقوة.
وزعم الكاتب في مقاله أن فرض إدراج فلسطين على الأجندة الإقليمية كان واحداً من أهداف حماس العديدة في 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف أن ذلك ترتب عليه بعد بضعة أيام ضغوط أمريكية جنبت هجوما إسرائيليا واسع النطاق ضد حزب الله في لبنان، ومنذ ذلك الحين، أصبحت سوريا ولبنان واليمن أهدافاً ومنصات إطلاق، بالإضافة للتطورات الجيوسياسية وهو نجاح الحوثيين في إرباك حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، بحسب الكاتب.
ويؤكد الكاتب أن استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة أمر يؤدي إلى مزيد من الاستعداء مع سكان المنطقة.
ومن غير المستغرب أن تقرر إيران وإسرائيل ما إذا كان الصراع سيتحول إلى حرب شاملة أم سيظل منافسة على النفوذ الإقليمي.
ويختتم الكاتب بقوله إنه بشكل عام لا يبدو الوضع أكثر قابلية للحل من نزاع جزر فوكلاند/مالفيناس بين المملكة المتحدة والأرجنتين، وبالتالي لا يمكن إدارته إلا بأفضل شكل ممكن بدلاً من حله.
العدوان على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 24 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 61 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 520 من الضباط والجنود منهم 186 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية.