الخارجية الفرنسية: 30% من صادرات الحبوب عالمياً ستكون تحت سيطرة روسيا
الخارجية الفرنسية: 30% من صادرات الحبوب عالمياً ستكون تحت سيطرة روسيا
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أن روسيا ستتمكن من السيطرة على 30% من صادرات الحبوب العالمية في حالة هزيمة أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان"، إنه "إذا خسرت أوكرانيا الحرب، فإن 30% من صادرات القمح العالمية سوف ستكون تحت السيطرة الروسية، وسوف تصبح الحبوب الفرنسية مهددة في الأسواق العالمية، وستتسبب في ارتفاع التضخم، وربما في أزمة غذائية عالمية".
وبحسب سيجورنيه فإنه "من الضروري دعم أوكرانيا لتجنب إطالة أمد الصراع".
وقال إن "هذه المساعدة مهمة للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لأنه يحتاج إلى أن يُظهر للرأي العام أنه لا يزال يحظى بالدعم".
في يوليو 2022، وقعت روسيا وأوكرانيا على اتفاقية الحبوب برعاية أممية ووساطة تركية بهدف ضمان شحن الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ عبر البحر الأسود بسبب الحرب، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق بكونه "منارة أمل".
ومنذ ذاك الحين، جرى تمديد الاتفاق الذي يُعرف رسميا باسم "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" عدة مرات، لكن أعلن الكرملين اليوم الاثنين (17 يوليو 2023) أن روسيا علقت مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
يهدف الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا إلى تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية بفتح باب التصدير بأمان أمام حبوب أوكرانية كان الصراع الروسي الأوكراني يمنعها، وقد تكون لذلك عواقب على أجزاء كبيرة من العالم.
وتعود أهمية الاتفاق إلى موقع أوكرانيا في سوق الحبوب العالمي إذ تعد واحدة من أكبر موردي الحبوب حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على الحبوب الأوكرانية، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.
وعندما بدأت روسيا توغلها العسكري في أوكرانيا أواخر فبراير 2022، أعربت الكثير من دول العالم عن مخاوفها من وقوع مجاعة خاصة في البلدان الفقيرة في إفريقيا والشرق الأوسط وسط قلق متنامٍ حيال نفاد الوقت أمام إبعاد شبح أزمة مجاعة.
وكانت أسعار المواد الغذائية قد شهدت قبل الحرب ضد أوكرانيا ارتفاعا جراء تداعيات جائحة كورونا وأزمة سلاسل التوريد، بيد أن الغزو الروسي أدى إلى تفاقم الأزمة خاصة أن الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود أسفر عن تعرض ملايين الأطنان من الحبوب في الصوامع الأوكرانية لخطر التعفن.
وعلى وقع ذلك، قال الاتحاد الأوروبي إن عملية "الحفاظ على إمدادات الحبوب الأوكرانية يعد أمرا بالغ الأهمية للأمن الغذائي العالمي".
وانسحبت روسيا من الاتفاق وزعمت موسكو أن «صادراتها من الغذاء والأسمدة تواجه عقبات، وأن الحبوب الأوكرانية لا تصل بكميات كافية للبلدان المعوزة».
وسمح الاتفاق لأوكرانيا بتصدير 33 مليون طن من الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، وأدى إلى تراجع أسعار المواد الغذائية في العالم.
لكن سفن الشحن المغادرة من أوكرانيا عبر البحر الأسود أصبحت مضطرة للبحث عن طرق بديلة لنقل الحبوب على وجه الخصوص، نظراً إلى أن خطر التعرض للقصف جعل تأمينها أمراً شبه مستحيل.
وحالياً، تغادر معظم صادرات الحبوب الأوكرانية التي كانت تُنقل بحراً، عبر نهر «الدانوب» أو بالقطارات.