معرض للحرف اليدوية في بوليفيا يبيع مجسمات لسيارات ومنازل يصنّعها سجناء
معرض للحرف اليدوية في بوليفيا يبيع مجسمات لسيارات ومنازل يصنّعها سجناء
في أحد سجون لاباز، يصنّع خوليو مجسمات صغيرة معدنية من السيارات تتولى زوجته بيعها في أكبر معرض للحرف اليدوية في بوليفيا، يشكل فرصة لآلاف السجناء للتخفيف من الأوضاع التي يسببها وجودهم وراء القضبان لأسرهم.
وفي مشغل السجن الواقع في وسط المدينة، يعمل خوليو (59 عاما)، على تسطيح عبوات الحليب المعدنية التي أحضرتها له زوجته بعد موافقة إدارة السجن، في وقت ينحت زملاؤه السجناء قطعاً من الخشب أو يصنّعون مجسمات صغيرة لدراجات نارية أو لمنازل.
ويقول خوليو، وهو أب لأربعة أبناء، إنه "سعيد" لأن ما يصنعه في "وقت فراغه" يخرج من السجن، وهو يبذل "مجهوداً كبيراً" في المنتجات التي يبتكرها وتبيعها زوجته في معرض "ألاسيتا" الكبير في لاباز، وكلمة "ألاسيتا" تعني "اشتريني" في لغة الأيمارا، وفقا لوكالة فرانس برس.
في هذا المعرض الذي أدرجته اليونسكو على لائحة التراث غير المادي للإنسانية في عام 2017، تُباع مختلف أنواع المجسمات الصغيرة من دراجات هوائية ودراجات نارية وسيارات وحتى منازل، وثمة اعتقاد بأنّ مَن يشتريها سيمتلكها يوماً ما بحجمها الفعلي.
افتتح المعرض خلال هذا الأسبوع وسيستمر لثلاثة أسابيع، وهو مُقام كذلك في الأرجنتين التي تضم نحو 340 ألف بوليفي.
وفي أول معرض يشارك فيه، صنّع خوليو 120 مجسّماً صغيراً لسيارات وشاحنات، تُباع بأسعار تراوح بين 10 و30 دولارا.
أما دافيد، وهو سجين آخر، فيبتكر مجسمات لدراجات نارية خشبية، ويقول إنه يشعر "بنوع من الحرية" لأنه "منشغل بتصنيع شيء ما"، ويؤكد الشاب البالغ 29 عاماً أن معرض ألاسيتا يتيح له أيضاً "كسب القليل من المال" لعائلته.
يؤكد دافيد انه سيواصل مهنة النجارة التي تعلمها خلف القضبان عندما يستعيد حريته، ويقول "أحب فن النجارة وابتكار المجسمات الصغيرة"، مبدياً "فخراً" بعمله الذي يجعله ينسى ظروف السجن.
فسجن سان بيدرو، ثاني أكثر السجون لناحية عدد السجناء في بوليفيا بعد سجن بالماسولا في سانتا كروز، شيّد في تسعينيات القرن العشرين مع قدرة استيعابية لـ400 سجين لكنّه يضم راهناً نحو 3800 سجين.
ولا يدرك خوليو الذي يفضّل عدم التطرق إلى حبسه احتياطياً لأكثر من عام، متى ستتم محاكمته، رغم أنّ القانون ينص على أنّ المهلة القصوى للحبس الاحتياطي هي 6 أشهر.
ولم تتم محاكمة سوى 34% من السجناء البالغ عددهم 24824 شخصاً في بوليفيا، بحسب السلطات التي تشير إلى أنّ نسبة الاكتظاظ في السجون تصل إلى 168%.
ويقول رئيس هيئة السجون البوليفية خوان كارلوس ليمبياس، إنّ هؤلاء الحرفيين القابعين خلف القضبان "يُثبتون لنا أن لا شيء مستحيل، رغم اكتظاظ السجون والقيود فيها".