السفينة أوشن فايكينغ تتجه إلى ميناء إيطالي وعلى متنها 261 مهاجراً
السفينة أوشن فايكينغ تتجه إلى ميناء إيطالي وعلى متنها 261 مهاجراً
تتجه السفينة الإنسانية "أوشن فايكينغ" إلى ميناء يقع على بعد أكثر من 1400 كلم من منطقة عملها، بعد أربع عمليات سمحت لها بإنقاذ 261 مهاجرًا، حسبما أعلنت منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" غير الحكومية التي تستأجرها.
بعد إنقاذ 110 أشخاص ليل الاثنين/ الثلاثاء قبالة سواحل ليبيا، ساعدت السفينة 151 آخرين في ثلاث عمليات أخرى، ومن بين الناجين 16 امرأة أربع منهن حوامل، وطفلان، و60 قاصراً غير مصحوبين بذويهم، وفق وكالة فرانس برس.
وذكرت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من مرسيليا مقراً أنّ المياه كانت تتسرب إلى أحد القوارب الخشبية وكان القارب يميل بشدة وعلى متنه 49 شخصاً.
ولم يرتد أي من ركاب قارب على متنه 44 شخصاً سترة نجاة، حسبما ذكرت المنظمة التي اهتمت بهم مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأضافت "إس أو إس ميديتيرانيه"، أن السلطات الإيطالية حددت لها ميناء "أورتونا" الواقع في منطقة أبروتسو على ساحل البحر الأدرياتيكي مكانا للرسو، على بعد 1420 كيلومترًا من منطقة التدخل.
وأصدرت إيطاليا، التي تشكل وجهة أولى لرحلات المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، مرسوماً يعوق جزئيا أنشطة سفن المنظمات غير الحكومية.
ويحصر المرسوم عمليات الإنقاذ التي تجريها سفن الإغاثة البحرية بواحدة في كل جولة إنقاذية، ويفرض عليها إنزال الركاب في ميناء محدد غالبا ما يكون بعيدا من مواقعها، ما يمنع المنظمات من تنفيذ عمليات أخرى.
لكن هذه المرة، تمكنت المنظمة غير الحكومية من إجراء أكثر من عملية إنقاذ على التوالي بناءً على طلب السلطات الإيطالية التي رصدت القارب الخشبي مواجهاً الغرق.
وأنقذت منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" أكثر من 39 ألف شخص في البحر الأبيض المتوسط منذ العام 2016 وخصوصاً في قطاعه الأوسط الذي يعد أخطر طريق للهجرة في العالم.
وفي العام 2023، فُقد 3041 مهاجراً بعد محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا، وفق المنظمة الدولية للهجرة. ومنذ يناير فقد 128 مهاجرا، بحسب المصدر نفسه.
الهجرة غير الشرعية
وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد اليونان وإيطاليا وإسبانيا من نقاط الدخول الرئيسية إلى دول الاتحاد الأوروبي للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا والقادمين من جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، زيادة عدد المهاجرين إليها بالتزامن مع أزمات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي الناجمة عن حرب أوكرانيا، خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط، بخلاف تداعيات التغيرات المناخية.
تفيد بيانات الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) بارتفاع حاد في نسبة الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية، لافتة إلى أن معظم تلك الموجات قادمة عن طريق المتوسط.
وأوضحت الوكالة أن الهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنسبة 10 بالمئة في النصف الأول من عام 2023 مقارنة بعام 2022، حيث شكلت طرق البحر الأبيض المتوسط المنفذ الأكبر لقدوم الوافدين.
وكشفت الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي، أن هناك 132370 محاولة للدخول إلى الاتحاد الأوروبي خارج المعابر الحدودية العادية في النصف الأول من عام 2023.
وأضافت "فرونتكس" أن عدد مواقع العبور من سواحل البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا قد ارتفع بأكثر من الثلث ليأتي من خلالها نصف العدد الإجمالي من المهاجرين، وذلك مع ارتفاع عدد الوافدين من تونس إلى إيطاليا.