اليوم الدولي للمرأة بميدان العلوم.. طاقات مهدرة في طريق التنمية المستدامة
يحتفل به في 11 فبراير من كل عام
بحجم طاقات مهدرة كبير، لا تزال النساء لم يحظين على ما يناسب كفاءتهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والتخصصات الرياضية في مختلف البلدان.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للمرأة في ميدان العلوم، في 11 فبراير من كل عام، وذلك للتذكير بأن للنساء وللفتيات دورا حاسما في مجتمعات العلوم والتكنولوجيا، وضرورة تعزيز مشاركتهن.
وتقول الأمم المتحدة، إن التصدي لعدد من التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة، بدءاً من تحسين الصحة، وانتهاء بمكافحة تغير المناخ، يعتمد على تسخير كل المواهب، وهو ما يعني زيادة عدد النساء العاملات في هذه المجالات.
ويؤدي التنوع في الأبحاث إلى توسيع مجموعة الباحثين الموهوبين، ما يجلب وجهات نظر جديدة ومواهب وإبداعات، إلا أن معظم البلدان -بغض النظر عن مستوى التنمية لديها- لم تحقق المساواة بين الجنسين، لا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات حتى الآن.
ويتواصل التفاوت بين الجنسين مع مرور السنين بشكل بارز في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة وتخصصات الرياضيات في كل أنحاء العالم.
ورغم أن المرأة أحرزت تقدما هائلا للرفع من مشاركتها في التعليم العالي، فإنها ما زالت غير ممثلة بشكل كافٍ في هذه المجالات، ولا تزال المساواة بين الجنسين القضية الجوهرية التي تُعنى بها الأمم المتحدة.
وتحقق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في التنمية الاقتصادية العالمية وإحراز تقدم في جميع الأهداف العالمية، خاصة أهداف التنمية المستدامة، التي يُرمى إلى تحقيقها بحلول عام 2030.
طاقات مهدرة
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن تحقيق المساواة بين الجنسين في ميدان العلوم أمر حيوي لبناء مستقبل أفضل للجميع.
وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "من المؤسف أن النساء والفتيات ما زلن يواجهن حواجز وتحيزات نُظمية تحول دون تمكّنهن من التوجه إلى مسارات مهنية في ميدان العلوم".
وأوضح أن هذا يؤدي إلى حرمان عالمنا من مواهب عظيمة، فاليوم لا تشكل النساء سوى ثلث المجتمع العلمي على الصعيد العالمي، حيث يحصلن على نسبة أقل من التمويل وفرص النشر والمناصب العليا في الجامعات الكبرى مقارنة بالرجال".
وتابع: "في بعض الأماكن، لا تحصل النساء والفتيات على التعليم إلا بشكل محدود، إن حصلن عليه أصلا، وبذلك تضرّ المجتمعات المعنية نفسَها بنفسِها، وترتكب انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان".
وأكد الأمين العام، أنه "سواء تعلق الأمر بتغير المناخ أو الصحة أو الذكاء الاصطناعي، فإن مشاركة النساء والفتيات، على قدم المساواة، في الاكتشافات والابتكارات العلمية هو السبيل الوحيد لضمان استفادة الجميع من العلوم".
وأشار إلى أن سد الفجوة بين الجنسين يتطلب تفكيك القوالب النمطية الجنسانية وتعزيز نماذج تُحتذى تشجع الفتيات على اختيار الانخراط في ميدان العلوم، ووضع برامج لدعم النهوض بالمرأة في ميدان العلوم، وتهيئة بيئة عمل تغذي مواهب الجميع، بمن في ذلك النساء في مجتمعات الأقليات.
واختتم كلمته بعبارة: "النساء والفتيات لهن مكانهن الطبيعي في ميدان العلوم، وقد حان الوقت للاعتراف بأن الإدماج يعزز الابتكار، ومن ثم السماح لكل امرأة وفتاة بتحقيق إمكاناتها الحقيقية".
دلالات الأرقام
وفي ديسمبر 2013، اعتمدت الجمعية العامة قرارا بشأن العمل والتكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية، وأقرت بمقتضاه أن تمكين النساء -في كل الفئات العمرية- من الحصول على التعليم والتدريب والتكنولوجيا هو ضرورة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وعادةً ما تحصل الباحثات على منح أقل قيمة من التي يحصل عليها أقرانهنَّ من الرجال، رغم أن نسبة الباحثات تبلغ 33,3 بالمئة من مجمل الباحثين، فإن 12 بالمئة فقط من أعضاء الأكاديميات الوطنية للعلوم من النساء.
وتبلغ نسبة النساء في المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي امرأة واحدة لكل 5 مهنيين أي 22 بالمئة، ولا تزال نسبة النساء الخريجات من كليات الهندسة 28 بالمئة فقط.
في حين تصل نسبة الخريجات من كليات علوم الحاسوب والمعلوماتية إلى 40 بالمئة فقط، رغم النقص في المهارات في معظم المجالات التكنولوجية التي تقودها الثورة الصناعية الرابعة.
وتميل المسيرة المهنية للنساء إلى أن تكون أقصر وأقل أجراً، ولا تظهر أعمالهن بالقدر الكافي في المجلَّات البارزة، وغالباً ما يجري تجاهلهنَ عند الترقية.
وتحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لعام 2024، تحت شعار: "المرأة في الريادة العلمية: عصر جديد للاستدامة" وموضوعها الفرعي "فكروا بالعلوم.. فكروا بالسلام".