منتدى الشباب العربي للبيئة.. فعاليات متنوعة وزخم فكري لمواجهة تحديات تغير المناخ

منتدى الشباب العربي للبيئة.. فعاليات متنوعة وزخم فكري لمواجهة تحديات تغير المناخ

شهدت مناقشات منتدى الشباب العربي للبيئة، على مدار 3 أيام متواصلة زخما كبيرا حول قضية التغيرات المناخية والتحديات المصاحبة لها، مع تقديم الرؤى والأفكار الإبداعية لحماية البيئة حتى يتسنى لمنظمات المجتمع المدني رفع تلك التوصيات إلى صانعي القرار.

وفي هذا السياق أكدت أستاذ العلوم السياسية الدكتورة سوزي رشاد، أن مشكلات التغيرات المناخية لم تحل حتى الآن بسبب التدخلات السياسية، ورغبة كل دولة في تحقيق مصالحها الخاصة، وأن التحديات التي تواجه الإنسان نتيجة تغير المناخ هي تحديات أکبر من مفهوم الصراعات، والمنافسات الدولية، وتشهد محاولات من كل طرف لإلقاء المسؤولية على الآخر، لكنها في النهاية أكدت ضرورة المواجهة والتكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.

فيما أكد أستاذ الوراثة بجامعة أسيوط الدكتور كرم أمين، خلال كلمته بعنوان "تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي"، أهمية اللجوء إلى استنباط أصناف جديدة من المحاصيل الإستراتيجية تكون لها القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وأن اختيار نوعية الغذاء وثقافة اختيار الطعام، هي جزء من حلول مواجهة التغيرات المناخية، وأن الشباب عليهم دور كبير في رفع الوعي لمواجهة التغيرات، في مواجهة تأثير التغيرات المناخية على قطاع الزراعة والغذاء.

ومن جامعة تونس، أشادت الدكتورة بثينة الحاجي خلال فعاليات المنتدى بأهمية دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة تحديات المناخ، مطالبة الشباب العربي بإطلاق المزيد من المبادرات وتفعيل دور الشباب العربي وضمهم لتلك المنظمات للاستفادة من رؤاهم بما يساهم في تحقيق الأمن المائي والغذائي. ‏

فيما نفى أستاذ المياه بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، ما يسمى بوجود فقر مائي، حال توزيع هذه المياه بنسب عادلة على سكان العالم، ومن خلال المناقشات الفردية والجماعية على هامش المنتدى طالب بضرورة التعاون وتبادل المنافع في ما بين الدول الغنية والفقيرة مائيا، مشيدا بتجربة السد العالي في مصر وأهميتها لحماية مصر والمصريين، وهي أحد الحلول الصديقة للبيئة، التي لجاءت إليها الدولة المصرية منذ سنوات طويلة.

جدير بالذكر أن مدينة أسوان شهدت مجموعة من الفعاليات ضمن أعمال المؤتمر الثاني عشر الذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة بعنوان "الماء والأمن الغذائي.. قضايا حياة"، الذي ينظمه المنتدى العربي للشباب والبيئة التابع لجامعة الدول العربية ومظلة جامعة الدول العربية واليونيسف ووزارة البيئة وأكساد انطلاقا من توصيات مجلسي وزراء المياه والبيئة العرب الأخير وذلك بمشاركة 300 شاب وفتاة من 10 دول عربية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية