إندبندنت: 300 ألف أسرة بريطانية تعاني الفقر رغم عمل الأبوين بدوام كامل
إندبندنت: 300 ألف أسرة بريطانية تعاني الفقر رغم عمل الأبوين بدوام كامل
تعيش أكثر من 300 ألف أسرة في بريطانيا في حالة فقر على الرغم من أن الأبوين يعملان بدوام كامل، وفق تحليل جديد نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية.
وأشار التحليل إلى أن العاملين في الرعاية الصحية والاجتماعية والمساعدين بالمتاجر وعمال البناء بين هؤلاء الذين لا يزالون يعانون من الفقر رغم توظيفهم.، ووفقا للبحث الذي أجرته جماعة Action For Children الخيرية، فإن واحدا تقريبا بين كل أربعة آباء محدودي الدخل ممن يعملون بشكل كامل، يشغلون وظائف في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية.
وبحسب الصحيفة وجدت الدراسة أن واحدا من كل خمسة من 300 ألف أسرة في حالة فقر، يعيشون في لندن، ونحو نصفهم (46%) من العزاب، كما أن أكثريتهم من السود أو أقليات عرقية مقارنة بإجمالي السكان، واحتمال أن يكونوا يعملون لحسابهم الخاص يصل الضعف.
ويعرف خط الفقر في بريطانيا بأن يكون صافي الدخل أقل 60% من متوسط الدخل في بريطانيا بعد حساب تكاليف الإسكان.
ويقدر الباحثون أن هؤلاء الآباء سيضطرون للعمل ثمانية أيام أسبوعيا لو أرادوا كسب ما يكفي من وظائفهم الحالية حتى يستطيعوا أن يتجنبوا الفقر، وتعد تكاليف الإسكان واحدة من أكبر النفقات بالنسبة للأسر محدودة الدخل في بريطانيا.
يأتي هذا في الوقت الذي وجد فيه تحليل لجماعة تعمل في مجال الإسكان، تدعى Generation Rent، أن الإيجار في لندن سيكون باهظاً بشكل مستحيل تحمله للعمال الأساسيين مثل الممرضين والقائمين بالرعاية، ووجد التحليل أيضا أن متوسط الإيجار لمنزل من غرفة واحدة داخل لندن يعادل 106% من مرتب مساعد تدريس، و97% من دخل عامل النظافة، و82% من دخل العاملين في مجال الرعاية.
أزمة غلاء معيشة
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.