القضاء البريطاني يرفض وقف قرار حظر "بالستاين أكشن" المؤيدة للفلسطينيين
القضاء البريطاني يرفض وقف قرار حظر "بالستاين أكشن" المؤيدة للفلسطينيين
رفض قاضٍ في المحكمة العليا البريطانية، يوم الجمعة، طلبًا لتعليق قرار الحكومة بحظر مجموعة "بالستاين أكشن" المناصرة للقضية الفلسطينية، والذي يأتي ضمن تطبيق قانون مكافحة الإرهاب، رغم اعتراضات قانونية وحقوقية على القرار.
أصدر القاضي مارتن تشامبرلين قراره برفض التعليق المؤقت، مؤكداً أن تقييم المجموعة كمنظمة تستدعي الحظر جرى في مارس الماضي، أي قبل قيام نشطاء منها بالتسلل إلى قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ورش طلاء أحمر على طائرتين عسكريتين، وهي الواقعة التي أثارت جدلاً واسعاً أخيراً وفق فرانس برس.
كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي نيتها حظر مجموعة "بالستاين أكشن" بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وذلك على خلفية أعمال وصفتها بأنها "تخريبية"، أحدثها ما تعرّضت له قاعدة سلاح الجو الملكي من أضرار مادية تقدر بنحو سبعة ملايين جنيه إسترليني (9.55 ملايين دولار).
مؤسسات حقوقية دعمت الطعن القضائي
تقدمت هدى عموري، المؤسسة المشاركة في "بالستاين أكشن"، بطلب إلى المحكمة العليا لتعليق قرار الحظر مؤقتًا، إلى حين النظر في طعن قانوني محتمل، وقد حصل الطلب على دعم من منظمات حقوقية بارزة، منها منظمة العفو الدولية، التي عدّت الحظر تهديدًا لحرية التعبير والاحتجاج.
اعتقالات ومحاكمات تطول نشطاء المجموعة
في تطور متصل، مثل يوم الخميس أربعة نشطاء من المجموعة أمام القضاء، وأُودعوا الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمتهمـ وأعلنت شرطة مكافحة الإرهاب أنها وجهت للمشتبه بهم اتهامات تتعلق بـ"التآمر لدخول موقع محظور لأغراض تضر بسلامة المملكة المتحدة أو مصالحها، والتآمر لإلحاق أضرار جنائية".
صرّح ممثلو الادعاء العام أن الاتهامات الموجهة للنشطاء الأربعة قد تُدرج في سياق الجرائم الإرهابية، ما يُصعّب من موقف المجموعة قضائيًا، ويمنح الحكومة البريطانية أساسًا قانونيًا أقوى للمضي في قرار الحظر.
بالستاين أكشن ترفض القرار وتصفه بالسياسي
ردّت المجموعة على قرار الحظر ببيان شديد اللهجة، وعدّته "اعتداءً خطِراً على الحريات العامة في بريطانيا"، خصوصاً حرية التعبير والتجمع السلمي، مؤكدة أنها ستواصل فضح تورط الشركات البريطانية في دعم الجيش الإسرائيلي، حسب تعبيرها.
عقوبة الانتماء: السجن 14 عاماً
بموجب القرار الحكومي، سيُعتبر الانتماء إلى "بالستاين أكشن" جريمة جنائية، وقد يُعاقب من تثبت عضويته فيها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عامًا، ما يعكس تصعيدًا غير مسبوق في تعامل الحكومة البريطانية مع جماعات تنشط ضمن حملات مناصرة للفلسطينيين.
"بالستاين أكشن" هي مجموعة بريطانية تأسست في عام 2020، وتركز نشاطها على استهداف شركات ومؤسسات يُعتقد أنها تتعاون مع الجيش الإسرائيلي، خاصة شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية للأسلحة. وتركز تحركاتها على الاحتجاج المباشر والتخريب الرمزي، مثل رش الطلاء أو تعطيل المنشآت. وتصاعدت وتيرة المواجهة بين المجموعة والسلطات البريطانية منذ عام 2023، خاصة مع تنامي الضغوط السياسية لمواجهة ما تعدّه الحكومة "نشاطاً متطرفاً يمس الأمن القومي".