نيويورك تايمز: عزلة إسرائيل تتزايد دولياً مع ارتفاع أعداد الضحايا في غزة
نيويورك تايمز: عزلة إسرائيل تتزايد دولياً مع ارتفاع أعداد الضحايا في غزة
بدأت عزلة إسرائيل تتزايد على نحو ملحوظ في الوقت الحالي على المستوى الدولي جراء ارتفاع أعداد القتلى في غزة بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال مارك لاندلر في مقاله بالصحيفة إن تفاقم الأزمة الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة أثار العديد من ردود الأفعال الغاضبة على مستوى العالم حيث أدانت العديد من الدول الممارسات الإسرائيلية في القطاع، ومنها الولايات المتحدة الحليف الأكثر تأييدا لإسرائيل من بين دول العالم.
ويوضح المقال أن إسرائيل في الوقت الحالي تواجه موجة عنيفة من الإدانات على مستوى العالم داخل الأمم المتحدة وفي محكمة العدل الدولية بسبب الاجتياح الوحشي لقطاع غزة الذي تسبب حتى الآن في مقتل ما يربو على 29 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء كما تسبب في تدمير شبه كامل لجميع مرافق القطاع.
ويلفت المقال إلى أن تلك الموجة الشديدة من الغضب المتزايد على المستوى الدولي تسببت في ازدياد عزلة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، موضحا أن إسرائيل بدأت تفقد التأييد الأمريكي المطلق التي كانت تحظى به في السابق.
ويشير المقال إلى تصريحات مارتن إنديك السفير الإسرائيلي السابق في إسرائيل التي يقول فيها إن الحكومة الإسرائيلية تواجه في الوقت الحالي مشكلة كبيرة تتمثل في فقدانها للتأييد الأمريكي المطلق الذي كانت "تختبئ خلفه" حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا أنه "لا يجب على رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يعتبر حماية أمريكا لإسرائيل من البديهيات".
ويضيف السفير الأمريكي السابق أن الإدانات من جانب الرأي العام العالمي للممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة تتسع على نحو غير مسبوق حتى وصلت إلى داخل الولايات المتحدة حيث ينتاب الغضب العديد من الدوائر داخل أمريكا بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة وبسبب تأييد إدارة الرئيس بايدن للحكومة الإسرائيلية.
ويلفت المقال إلى أن إسرائيل تعرضت للعديد من الضغوط الدولية منذ بداية القصف على قطاع غزة، إلا أن الأصوات الدولية المنددة بالممارسات الإسرائيلي في العديد من عواصم العالم بدأت ترتفع بشكل كبير مؤخرا حيث طالب على سبيل المثال حزب العمال البريطاني بوقف فوري لإطلاق النار كما طالب الأمير ويليام ولي العهد البريطاني بوضع نهاية لتلك الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن.
ويشير المقال في الختام إلى أن أبرز ملامح عزلة إسرائيل ظهر جليا في محكمة العدل الدولية حيث تقدمت 52 دولة من دول العالم بمرافعات ضد إسرائيل للتحقيق في شرعية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية بالإضافة إلى الدعوى التي تقدمت بها دولة جنوب إفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 29 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 69 ألف جريح، إضافة إلى نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم 574 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 5 آلاف بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتسببت الانتهاكات الإسرائيلية والأزمة الإنسانية الحادة في غزة في مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية" لأول مرة منذ تأسيسها.