واشنطن بوست: رمضان يحل على "الأقصى" في أجواء من الخوف
واشنطن بوست: رمضان يحل على "الأقصى" في أجواء من الخوف
يستعد الفلسطينيون والإسرائيليون كل على طريقته في ما يتعلق بالترتيبات المتعلقة بالمسجد الأقصى في مدينة القدس، في ظل "خوف وعدم يقين" مما قد يحدث قبل ساعات من شهر رمضان المقدس عند المسلمين، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وسلطت الصحيفة الضوء على استعدادات الجانبين لما يمكن توقعه من شهر يشهد في المعتاد توترات بين الجانبين، بسبب الإقبال الكبير من المسلمين على الصلاة في المسجد، في حين تشدد إسرائيل من إجراءاتها الأمنية تحسبا لأي طارئ.
ونوهت إلى أن ما يزيد من الأزمة هذا العام، هو استمرار الحرب في قطاع غزة، وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال عمار سدر، أحد الذين يعملون على تجهيزات المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى لشهر رمضان، بإضاءة وتعليق المصابيح وتزيين المداخل في حديث للصحيفة: "هذا العام لن نفعل شيئًا. رمضان هذا العام حزين".
وأشار التقرير إلى أنه "على غير العادة، كانت المنطقة المحيطة بساحة المسجد الأقصى هادئة"، حيث تكون في نفس هذا التوقيت من كل سنة، مليئة بالأضواء فيما تتزاحم العائلات في الممرات المحيطة لشراء الملابس والطعام لموائد الإفطار.
وأضافت الصحيفة أن البلدة القديمة بالقدس كانت، الجمعة، "هادئة بلا أي زينة وفي حالة مزاجية متدهورة، بسبب المأساة المستمرة في غزة".
وطالما كان المسجد الأقصى ومحيطه، منطقة توتر خلال شهر رمضان، ففي عام 2021، تسببت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، في تصعيد لمدة أسبوعين مع حماس في قطاع غزة. وحينما داهمت الشرطة في الربيع الماضي المنطقة لإخلاء متظاهرين حبسوا أنفسهم داخل المسجد، اندلعت جولة قتال أخرى مع حماس.
وبينت الصحيفة أنه حتى الأسبوع الماضي، لم يكن لدى عشرات العمال الذين عادة ما يتسابقون لتجهيز المسجد الأقصى استعدادا لشهر رمضان، أي فكرة عما يمكن توقعه أو الإجراءات التي ستحدث.
وتطرق مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، عزام الخطيب، في حديثه للصحيفة، إلى كمية الشائعات التي تصلهم، نظرا لعدم وجود تواصل (من السلطات الإسرائيلية) أو معلومات حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها خلال الشهر المقدس.
وقال: "أتابع الآن أخبارا بأنه سيتم السماح لما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف شخص فقط طوال الشهر" للصلاة في المسجد.
وحال كانت هذه التقديرات صحيحة، فإن هذه الأعداد قليلة جدا مقارنة بنحو 1.4 مليون شخص في رمضان الماضي. وفي ليلة الجمعة الأخيرة من الشهر الفضيل، كان هناك أكثر من 300 ألف مصل.
على الجانب الآخر، قال مسؤولون بالشرطة الإسرائيلية إنهم "سيبقون نحو ألف ضابط منتشرين حول البلدة القديمة خلال أيام الأسبوع، و2500 جندي أو أكثر في أيام الجمعة"، وفق الصحيفة.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قد أشار في وقت سابق إلى ما وصفها بـ"المخاطر الأمنية" التي تدفع لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد، وسط تقارير، بحسب الصحيفة الأميركية، أنه سيتم السماح للمسنين فقط بالوصول إلى المسجد.
وكتب بن غفير بوقت سابق هذا الشهر على منصة "إكس": "لا يمكن أن يكون هناك نساء وأطفال مختطفون في غزة، ونسمح نحن باحتفالات انتصار حماس في جبل الهيكل (الحرم القدسي)".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي مطلع على مناقشات الحكومة، قوله إن "الجيش ومسؤولين بالمخابرات أكدوا للجميع أنه ليس من المفيد صب الزيت على النار الآن".
وأفاد بيان في الخامس من مارس الجاري، لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، بأن الحكومة "تعتزم السماح للمصلين بدخول الحرم القدسي في الأسبوع الأول من رمضان، كما في السنوات السابقة".
وقال مكتب نتنياهو في بيان نقلته فرانس برس: "خلال الأسبوع الأول من رمضان، سيسمح للمصلين بدخول جبل الهيكل (الحرم القدسي) بأعداد مماثلة لتلك المسموح بها في السنوات الماضية.. سيحصل تقييم للوضع على صعيدي الأمن والسلامة" أسبوعا بأسبوع.
وكشف تقرير إسرائيلي، أن مجلس الحرب "قرر تهميش" وزير الأمن القومي، ورفض القيود التي دعا إلى تطبيقها ضد العرب الإسرائيليين خلال شهر رمضان، بخصوص الصلاة في المسجد الأقصى.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نهاية فبراير الماضي، تفاصيل تقرير للقناة 12 العبرية، أوضح أن مجلس الحرب المكون من رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بيني غانتس، قرر رفض مقترحات بن غفير، بمنع العرب الإسرائيليين من الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، الذي يبدأ الاثنين أو الثلاثاء.