فينيسيوس جونيور.. لاعب برازيلي أسمر يطعن بخنجر العنصرية في أوروبا

فينيسيوس جونيور.. لاعب برازيلي أسمر يطعن بخنجر العنصرية في أوروبا
فينيسيوس جونيور

لم أشاهد لاعبا من قبل يتعرض للاضطهاد مثل فينيسيوس، أنا لا أنسى وأسامح، ذات مرة كان هناك لاعب ركله في رأسه ولم يحدث أي شيء..انطلقت تلك الكلمات الغاضبة، من كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني، دفاعا عن لاعب الفريق فينيسيوس جونيور، بعد حملات عنصرية غير مسبوقة واجهت اللاعب في الملاعب الإسبانية.

في مايو 2023 تعرض اللاعب البرازيلي إلى هتافات عنصرية وإيماءات مهينة من جانب الجماهير خلال مباراة خسرها فريقه ضد نادي فالنسيا في ملعب ميستيا، لم يتوقع اللاعب البرازيلي الشاب أثناء الاستعداد للمباراة أنه سيواجه وابلا من الإهانات العنصرية، والتي بلغت حد تقليد صوت القرود، وترديد هتافات غنائية بعبارة "فينيسيوس أيها القرد".

وبلغت أصداء الواقعة جميع أنحاء العالم، إذ وصلت إلى الجهات المسؤولة وساحات المحاكم الإسبانية، كما دخل على الخط الرئيس البرازيلي لولا سيلفا والذي دان إهانة مواطن في بلاده.

اللاعب خرج بعدها ليوجه عدة رسائل قائلًا " لم تكن المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة، العنصرية أمر طبيعي في الدوري الإسباني، تعتقد الرابطة أن هذا أمر طبيعي، والاتحاد يفعل ذلك أيضا ويشجعه الخصوم ".

وأضاف" أنا آسف جدا، البطولة التي كانت ملكا لرونالدينيو وكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي اليوم تنتمي إلى عنصريين.. أمة جميلة رحبت بي وأحبها لكنها وافقت على تصدير صورة دولة عنصرية إلى العالم، أنا آسف للإسبان الذين لا يتفقون، لكن اليوم، في البرازيل، تعرف إسبانيا بأنها بلد العنصريين ".

الممارسات العنصرية التي تعرض لها اللاعب، قوبلت بانتقادات من مختلف الأندية في إسبانيا ورابطة الأندية، ووصلت إلى البرازيل حيث خرج رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، إيدنالدو رودريغيز ليقول:" إلى متى سنشهد، في منتصف القرن الحادي والعشرين، حلقات مثل تلك التي شهدناها في الدوري الإسباني؟ إلى متى ستبقى الإنسانية مجرد متفرج وشريك في أعمال عنصرية قاسية؟ ".

ورغم أن فينيسيوس جينيور ليس اللاعب الأسمر الوحيد بين صفوف نادي ريال مدريد، غير أنه تعرض للتنمر والعنصرية بسبب بشرته السمراء أكثر من مرة، إذ واجه الكثير من الإهانات العنصرية داخل الملاعب الإسبانية منذ بداية الموسم الماضي.

وفي الواقعة الشهيرة بملعب ميستيا، كانت آلاف الجماهير تطلق هتافات جماعية مهينة ومسيئة ضد فينيسيوس كلما لامس الكرة أو أوشك على تسديد هدف في مرمى النادي المنافس، حتى قرر الحكم توقف المباراة 10 دقائق قبل أن يعاود مجددا وتتصاعد الهتافات العنصرية مرة أخرى.

ولا تزل نظرة اللاعب البرازيلي الشاب إلى مدرجات الجماهير أثناء المباراة وعيناه كغرغرة بالدموع، مشهدا مأساويا يثبت أن تاريخ الكراهية والتمييز العنصري لم ينطو بعد ولم تتجاوزه البشرية حتى الآن.

وقبل أيام، كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن فينيسيوس جونيور تعرض لإهانات عنصرية من قبل المشجعين الشباب، أثناء مشاركته في مباراة ودية مع أطفال المدارس في دولة المغرب.

ويقوم ميثاق الأمم المتحدة على مبدأي الكرامة والتساوي الأصيلين في جميع البشر دون تمييز، كما ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن" البشر يولدون جميعا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة فيه، دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي ".

فيما تخصص الأمم المتحدة، 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، حيث يصادف هذا اليوم من عام 1960 واقعة فتح الشرطة النار على مظاهرة سلمية ضد" قوانين إقرار "الفصل العنصري في شاربفيل بجنوب أفريقيا، ما أدى إلى مقتل 69 شخصا من المتظاهرين آنذاك.

وبينما تعرض اللاعب للعنصرية، كان يواصل مساهمته المجتمعية التي دفعت منظمة" اليونسكو "التابعة للأمم المتحدة، لاختياره سفير النوايا الحسنة للتعليم.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، إن فينيسيوس تم اختياره ليس فقط لكونه" لاعب ​كرة قدم​ استثنائي "ولكن أيضا لكونه مدافعا كبيرا عن تكافؤ الفرص من خلال التعليم في البرازيل"، حيث قام البرازيلي عام 2021، بإنشاء معهد يحمل اسمه لمساعدة الأطفال والمراهقين البرازيليين من الأحياء المحرومة على العودة إلى المدرسة.

فينيسيوس جونيور الذي يعتبر الآن من أفضل لاعبي كرة القدم على مستوى العالم، ولد في مدينة ساو غونسالو بولاية ريو دي جانيرو البرازيلية في العام 2000، وبدأ مسيرته في كرة القدم مع النادي الشهير فلامنجو، وعلى الرغم من أصوله الفقيرة إلا أن أسرته كانت حريصة على توفير كافة المتطلبات الخاصة له، حتى يصبح لاعب كرة قدم.

وفي 2017 ظهر لأول مرة في التدريب والأنشطة الخاصة بالفريق الأول فلامنجو ، وشارك فينيسيوس لأول مرة مع فلامنغو في 13 مايو 2017 كبديل في الدقيقة 82 في مباراة التعادل 1–1 في الدوري البرازيلي أمام أتلتيكو مينيرو، لينطلق بعدها في رحلة تألق على ملاعب كرة القدم البرازيلية، حتى قرر النادي زيارة راتبه وزيادة قيمة الشرط الجزائي أيضا، وجاءت تلك الخطوة مع بداية اهتمام الفرق الأوروبية بضمه.

وفي مايو 2017، نجح نادي ريال مدريد الإسباني في التوصل لاتفاق لضم اللاعب مع عقد يسري بعد عيد ميلاده الثامن عشر، مقابل 46 مليون يورو، وفي 20 يوليو 2018 قدم رسميا كلاعب في الفريق الإسباني، وشارك لأول مرة في 29 سبتمبر، حيث دخل بديل في الدقيقة 87 في مباراة التعادل السلبي ضد أتلتيكو مدريد.

واستمر اللاعب في رحلة كبيرة من التألق مع ريال مدريد، وفي في 11 ديسمبر 2019، سجل هدفه الأول في دوري أبطال أوروبا، ووصل اللاعب في العامين الأخيرين إلى مرحلة السطوع الواضح مع الفريق ليصبح بمثابة العمود الرئيسي لهجوم الفريق،

وفي 2022 أعلن نادي ريال مدريد أن فينيسيوس جونيور، نجم الفريق، حصل على الجنسية الإسبانية إلى جانب البرازيلية



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية