منظمات إغاثة تحذّر: الجوع في السودان يهدد آلاف الأطفال والحوامل
منظمات إغاثة تحذّر: الجوع في السودان يهدد آلاف الأطفال والحوامل
حذّرت منظمات إغاثة من خطورة تبعات الصراع الدائر في السودان على السلطة منذ نحو عام على السكان في ضوء ما ألحقه من أضرار بالغة بالنظام الصحي والزراعة.
وقالت منظمة "سيف ذا تشيلدرن"، أو (أنقذوا الأطفال)، إن تردي الوضع الإنساني في السودان له تبعات جسيمة، خاصة على الأطفال الصغار وأمهاتهن.
وذكرت المنظمة، في بيان، أن البيانات الجديدة الصادرة من المنظمات الإنسانية ووزارة الصحة السودانية تشير إلى أن نحو 230 ألف طفل وأم صغيرة وامرأة حامل قد يموتون جوعا في الشهور المقبلة.
وقال المدير المحلي لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" عارف نور إن مخزون الطعام على وشك الانتهاء.
وأضاف نور: "إذا لم تتم زراعة شيء اليوم، فلن يوجد ما يؤكل غدا، إننا نشهد مستوى ضخما من الجوع والمعاناة والموت، ومع ذلك يشيح العالم بوجهه".
وأوضح نور أن المجتمع الدولي لا بد أن يتدخل للحيلولة دون وفاة المزيد من الأشخاص.
وتشير تقارير إلى أن ما يربو على 2.9 مليون طفل في السودان يعانون حاليا من سوء التغذية الحاد. كما أن هناك 729 ألف طفل آخر دون الخامسة يواجهون الموت بسبب سوء التغذية الحاد المتفاقم.
ومنذ نشوب الصراع في أبريل الماضي انهار النظام الصحي وإنتاج الغذاء إلى حد كبير وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 45%.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد نحو سبعة ملايين سوداني لجأ من بينهم نحو مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.