المفوضية الأوروبية: الصور الواردة من غزة لا تُحتمل.. يجب أن يتوقف هذا الآن
المفوضية الأوروبية: الصور الواردة من غزة لا تُحتمل.. يجب أن يتوقف هذا الآن
جددت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، دعوتها إلى ضرورة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بسرعة وأمان ودون قيود، مؤكدة أن المدنيين عانوا طويلاً بما يفوق الاحتمال.
وفي تدوينة نشرتها عبر صفحتها الرسمية على منصة «إكس» مساء الثلاثاء، وصفت فون دير لاين الصور الواردة من غزة بأنها لا تُحتمل، مطالِبة بتجنب استهداف المدنيين بشكل كامل، والالتزام التام بالقانون الدولي والإنساني، وأضافت: لقد عانى المدنيون في غزة كثيرًا ولفترة طويلة.. يجب أن يتوقف هذا الآن، وعلى إسرائيل أن تفي بوعودها.
خطوات لتحسين الوضع الإنساني
وكانت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، قد أعلنت الأسبوع الماضي عن موافقة إسرائيل على سلسلة خطوات تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني في القطاع.
ووفق بيان كالاس، شملت هذه الخطوات زيادة كبيرة في عدد الشاحنات الإنسانية التي يسمح بدخولها إلى غزة يوميًا، وفتح معابر حدودية إضافية، إلى جانب إعادة تيسير وصول المساعدات الغذائية، بما يشمل دعم المخابز والمطابخ المجتمعية.
كما أشارت إلى اتفاق إسرائيل على استئناف توصيل الوقود اللازم للمرافق الإنسانية، وحماية عمال الإغاثة، وإصلاح البنية التحتية الحيوية، مثل مرافق الكهرباء والمياه.
غير أن الحكومة الإسرائيلية لم تُصدر حتى اللحظة أي تأكيد رسمي لهذه الإجراءات.
أزمة تجويع حادة
تزامن ذلك مع تفاقم غير مسبوق لأزمة التجويع في غزة، حيث بات مئات الآلاف من المدنيين –وبينهم أطفال ونساء وكبار سن– مهددين بالموت جوعًا وسط استمرار الحصار الذي يعوق وصول المساعدات الإنسانية بشكل شبه كامل.
وحذّر محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في غزة، من مخاطر وقوع موت جماعي في القطاع، مشيرًا إلى تزايد أعداد الحالات التي تعاني من سوء التغذية، ومنها أكثر من 60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع الحاد.
وبحسب بيانات منظمة اليونيسف، هناك نحو 470 ألف شخص في غزة يعيشون في المرحلة الخامسة، وهي أعلى درجة في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، والتي تُوصف بأنها حالة جوع كارثي، ويؤكد برنامج الغذاء العالمي أن ما لا يقل عن 71 ألف طفل بحاجة عاجلة جدًا لعلاج من سوء التغذية الحاد، إلى جانب نحو 17 ألف أم يواجهن نفس الخطر الداهم.
كارثة إنسانية مستمرة
منذ أشهر، يواجه قطاع غزة واحدةً من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، بعد أن دمرت الحرب معظم البنى التحتية، وأدت إلى نزوح مئات الآلاف، وانهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن القطاع بحاجة ماسة إلى تدفق مستمر للمساعدات الغذائية والدوائية والوقود، ليس فقط لإنقاذ الأرواح، ولكن أيضًا للحفاظ على الحد الأدنى من مقومات الحياة اليومية.
وفي وقت تتصاعد فيه المطالب الدولية بوقف استهداف المدنيين واحترام القانون الدولي، تبقى الاستجابة الفعلية على الأرض محدودة للغاية، بينما تكبر فاتورة المعاناة التي يدفع ثمنها الأبرياء في غزة كل يوم.