حرب غزة تطغى على لقاء الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الأيرلندي

حرب غزة تطغى على لقاء الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الأيرلندي

نغّصت الحرب في غزة على الرئيس الأمريكي جو بايدن، احتفاله بعيد القديس باتريك، الجمعة، إذ إنّ الاجتماع التقليدي الذي يُعقد سنوياً بهذه المناسبة بين رئيس الولايات المتّحدة ورئيس الوزراء الأيرلندي طغت عليه هذا العام الخلافات بشأن المعارك الدائرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ورئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار، هو أحد أكثر القادة الأوروبيين انتقاداً للحرب التي تخوضها إسرائيل ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة ردّاً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر الماضي، وفق وكالة فرانس برس.

وفي المقابل فإنّ بايدن الذي لا يفوّت فرصة إلا ويذكّر فيها بجذوره الأيرلندية هو، من دون منازع، الداعم الأول لإسرائيل على الساحة الدولية.

بعد اجتماعه ببايدن في البيت الأبيض، قال فارادكار للصحفيين، إنّ "بايدن قال بوضوح شديد إنّ الولايات المتّحدة ستواصل دعم إسرائيل ومساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لذلك لا أعتقد أنّ هذا الأمر سيتغيّر".

وأضاف "لكنّني لا أعتقد أنّ أحداً منّا يرغب بأن يرى أسلحة أمريكية تُستخدم بهذه الطريقة التي تُستخدم بها في الوقت الراهن (من قبل إسرائيل) ليست للدفاع عن النفس".

جذور أيرلندية

ويقول حوالي 10% من الأمريكيين، إنّ جذورهم أيرلندية، وبالتالي فإنّ بعض أنحاء الولايات المتّحدة تحيي عيد القديس باتريك الذي يُصادف في 17 مارس باحتفالات كبيرة وحماسية.

وفي هذه المناسبة يتزيّن المكتب البيضوي في البيت الأبيض سنوياً باللون الأخضر وبنبتة النفل التي ترمز لأيرلندا، كما يتعيّن على الرئيس الأمريكي أن يضع بهذه المناسبة ربطة عنق خضراء.

ولعيد القديس باتريك مكانة خاصة عند بايدن بسبب جذوره الأيرلندية.

وفي العام الماضي، أجرى بايدن رحلة رسمية إلى الجزيرة لكنّها سرعان ما اتّخذت منحى عاطفياً عندما اتّبع فيها خطى أسلافه الأيرلنديين.

وخلال اجتماعه بفارادكار قال بايدن وقد وضع ربطة العنق الخضراء "آمل أن لا تصدأ مفاصل صداقتنا أبداً"، مردّداً بذلك قولاً مأثوراً.

وأضاف الرئيس الأمريكي "لا أظنّ أنّنا سندعها تصدأ".

وانضمّت أيرلندا مؤخّراً إلى إسبانيا في دعوة المفوضية الأوروبية إلى تقييم مدى احترام إسرائيل لحقوق الإنسان، في خطوة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي.

وكانت أصوات ارتفعت في أيرلندا تطالب فارادكار بإلغاء اجتماعه ببايدن دعماً للفلسطينيين في بلد لا تزال ذكرى القتال ضدّ المحتلّ البريطاني حيّة فيه.

وبذل الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الأيرلندي خلال اجتماعهما قصارى جهودهما لإيجاد بعض الانسجام والتخفيف من حدّة التوتّر.

وقف إطلاق النار

وقال فارادكار وهو يجلس بجانب بايدن، "أنت تعرف رأيي، وهو أنّنا بحاجة إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن لإدخال الغذاء والدواء وإخراج الرهائن".

وردّ بايدن، قائلاً بينما هو يومئ برأسه "أوافقك الرأي"، لكن عندما تحدّث رئيس الوزراء الأيرلندي إلى الصحفيين بعد ذلك كشف عن حقيقة الهوة الكبيرة التي تباعد بين مواقف الرجلين بشأن غزة.

وقال فارادكار، إنّ وقف إطلاق النار في غزة كان ينبغي أن يحصل "أمس"، منوّهاً بـ"الشجاعة الكبيرة" التي تحلّت بها نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي التقاها حول مائدة فطور.

وكانت هاريس أول مسؤول في الإدارة الأمريكية يدعو إلى "وقف لإطلاق النار"، في حين أنّ بايدن ظلّ حتى وقت قريب جداً يرفض استخدام هذا المصطلح.

ومن المقرّر أن يلتقي فارادكار بايدن مجدّداً، الأحد، في عيد القديس باتريك.

وكما هي الحال في كل عام، ستخرج من نوافير البيت الأبيض في ذلك اليوم مياه باللون الأخضر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية