يوم نوروز الدولي.. تراث ثقافي لتعزيز قيم السلام وحسن الجوار بين الشعوب

يحتفل به في 21 مارس من كل عام

يوم نوروز الدولي.. تراث ثقافي لتعزيز قيم السلام وحسن الجوار بين الشعوب

بدءا من تقاليد الديانة الزرادشتية وحتى الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس، يظل الاحتفال بيوم نوروز علامة فارقة في تاريخ الشعوب باعتباره تقليدا ثقافيا يعبر عن بداية حياة جديدة.

ويحيي العالم، اليوم الدولي للنوروز، في 21 مارس من كل عام، لإحياء هذا التقليد التاريخي الذي تعود أصوله إلى القرن السادس قبل الميلاد لإعلان بداية سنة جديدة بحلول فصل الربيع وولادة الطبيعة من جديد.

وعيد نوروز، سُجل في عام 2009 على القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بوصفه تقليدا ثقافيا تحتفل به الكثير من شعوب، وهو مناسبة قديمة تحدد اليوم الأول من فصل الربيع وتجدد الطبيعة.

ويحتفل النوروز ببدايات سنة جديدة وعودة فصل الربيع الذي له مغزى روحي عظيم، حيث يرمز إلى انتصار الخير على الشر والفرح على الحزن.

كما يتضمن احتفال النوروز مجموعة مميزة من الاحتفالات والشعائر، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية والاستمتاع بمشاركة وجبة غذاء خاصة مع أفراد العائلة والأحباء.

ويعزز الاحتفال بهذا اليوم قيم السلام والتضامن بين الأجيال وداخل الأسر، بالإضافة إلى المصالحة وحسن الجوار، وبالتالي المساهمة في التنوع الثقافي والصداقة بين الشعوب والمجتمعات.

وكلمة نوروز تعني يوما جديدا؛ وتختلف كتابة الكلمة ولفظها باختلاف البلدان، حيث يحتفل ما يزيد على 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بعيد النوروز، والذي يمثل يوم الاعتدال الربيعي باعتباره بداية العام الجديد.

ويضطلع هذا العيد، بوصفه تجسيدا لوحدة التراث الثقافي وتقاليد تعود إلى قرون عديدة، بدور هام في تعزيز الروابط بين الشعوب على أساس الاحترام المتبادل ومُثل السلام وحسن الجوار.

كما أن الأسس التي تقوم عليها تقاليد وطقوس عيد نوروز، تعد تجسيدا لجوانب من العادات الثقافية والتاريخية لحضارات الشرق والغرب التي أثرت في الحضارات من خلال تبادل القيم الإنسانية.

ويؤكد الاحتفال بالنوروز ضرورة العيش في انسجام مع الطبيعة والتوعية بالصلة التي لا تنفصم بين العمل البناء ودورات التجديد الطبيعية والحرص على المصادر الطبيعية للحياة ومراعاتها. 

ويعتبر يوم النوروز أحد أقدس أيام التقويم الزرادشتي القديم، حيث يعتبر احتفال النوروز حدثا سنويا يكرم خلاله التراث المشترك لطرق الحرير وتقاليده وثقافته المرتبطة بولادة فصل الربيع.

ويتم الاحتفال بعيد النوروز من قبل شعوب ذوي خلفيات دينية وثقافية مختلفة، وقد انتقلت عاداته من جيل إلى جيل، حيث تطور وتوسع احتفال النوروز، ليشمل تأثيرات اجتماعية ودينية وثقافية جديدة.

ورغم اختلاف التقاليد والعادات المرتبطة بعيد النوروز من بلد إلى آخر، فإن هناك العديد من السمات الموحدة في معظم المناطق، حيث يقوم الناس برقصات شعائرية مثل القفز فوق النار والجداول المائية.

ويعد النوروز أيضًا مناسبة للأنشطة الثقافية التقليدية، والتي تجمع بين الممارسات الشائعة والعادات المحلية، مثل الشعر والموسيقى والاحتفالات في الهواء الطلق أو العروض المحلية في الشوارع والميادين.

ويوفر احتفال النوروز فرصة ليس فقط للتمتع بالعادات الثقافية القديمة، لكن أيضًا لتعزيز أسس السلام والتضامن عبر المجتمعات من خلال الاعتراف بأهمية الهوية التعددية.

بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "يوم نوروز يوم يُحتفل فيه بالبدايات المتجددة، بداية العام الجديد، وحلول فصل الربيع، وميلاد براعم الطبيعة من جديد، هو عيد يلتئم في الاحتفال به ملايين الأشخاص عبر الأجيال والأمم".

وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "في اللحظة الراهنة التي تصادف تحديات هائلة، يحل يوم نوروز ليحيي الأمل في تعزيز الحوار وحسن الجوار والمصالحة، فهو مناسبة توطد مقاصد الأمم المتحدة وقيمها المتجسدة في السلام وحقوق الإنسان والكرامة".

وأوضح: "لنستلهم جميعا إذن روح يوم نوروز، ونستمد منه القوة التي تعين على رأب الصدع، وتعزيز وحدة الصف، وتبادل الدعم، وندع ميلاد الربيع يغذي بذور الأمل المتجدد الذي يخالج القلوب، الأمل في المضي قدما نحو مستقبل أكثر إشراقا، كأسرة بشرية واحدة".

واختتم الأمين العام كلمته بعبارة: "بهذه المناسبة، أتقدم بأطيب تمنياتي لكل من يحتفل بيوم نوروز، وكلي أمل أن يسبغ نعمة السلام والعافية والسعادة على الجميع".

وفي عام 2010، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها إعلان "يوم نوروز الدولي"، حيث رحب هذا القرار بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء من أجل الحفاظ على الثقافة والتقاليد المتصلة بنوروز وتطويرها والتشجيع على بذل الجهود للتوعية بنوروز وتنظيم مناسبات سنوية احتفالاً به.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية