الغارديان: قبرص تضطر لإعادة مساعدات من غزة بعد قتل إسرائيل عمال الإغاثة
الغارديان: قبرص تضطر لإعادة مساعدات من غزة بعد قتل إسرائيل عمال الإغاثة
أفادت صحيفة الغارديان البريطانية بأن جزءا كبيرا من الشحنة الإنسانية التي وصلت إلى غزة عبر الممر البحري من قبرص يتم إعادتها الآن إلى الجزيرة في أعقاب الأخبار الصادمة عن وفاة عمال الإغاثة.
وقال المتحدث باسم وزير الخارجية القبرصي، ثيودوروس جوتسيس: إن ما لا يقل عن ثلثي المساعدة في طريق العودة.
وغادر نحو 332 طناً من المساعدات قبرص يوم السبت. تم تفريغ وتسليم نحو 100 طن، أي نحو الثلث، ولكن بعد هذه الأحداث المأساوية، تمت إعادة الثلثين الآخرين.
وكانت المساعدات، التي تضمنت إمدادات غذائية أساسية غير قابلة للتلف مثل الدقيق والمعكرونة، قد وصلت إلى القطاع الساحلي المحاصر على متن أسطول من السفن غادر ميناء لارنكا القبرصي قبل يومين.
ومن بين السفن الأربع التي سارت على الطريق، كانت اثنتان تحملان مؤنًا غذائية حيوية واثنتان من المعدات والأفراد. وتم تحميل المساعدات الإنسانية على متن سفينة النقل "جنيفر" وبارجة تقطرها سفينة "أوبن آرمز" التي ترفع العلم الإسباني.
وبحلول الوقت الذي وقعت فيه الغارة الجوية يوم الاثنين، والتي قُتل فيها سبعة من عمال الإغاثة في ورلد سينترال كيتشن أو المطبخ المركزي العالمي، لم يتم تفريغ سوى الإمدادات من البارجة عند رصيف مؤقت قبالة ساحل غزة.
وقال جوتسيس إنه مع قيام المؤسسة الخيرية بإيقاف عمليات الإغاثة الإنسانية الخاصة بها، فمن المحتمل أن تظل الشحنة في قبرص حتى الانتهاء من التحقيقات في المأساة.
وأضاف: “من الواضح أنه سيتعين علينا الانتظار الآن حتى يتم تنفيذ عملية التحقيق برمتها، علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت المؤسسة ستستأنف عملياتها”.
وتعد المنظمة الدولية الآن المؤسسة الخيرية الوحيدة المشاركة في الإشراف على توزيع المساعدات من قبرص الجزيرة المتوسطية.
ومع انتشار المجاعة بوتيرة مثيرة للقلق بين السكان الفلسطينيين في غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فإن الأخبار عن إعادة المواد الغذائية التي تشتد الحاجة إليها من القطاع لم تؤدِ إلّا إلى تفاقم المأساة التي تتكشف في القطاع.
وأعلنت المنظمة الإنسانية تعليق جميع عملياتها في المنطقة، وقالت إن القتلى السبعة يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا إضافة إلى شخص يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية وفلسطيني.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مواكب أو شاحنات إغاثة من قبل القوات الإسرائيلية في القطاع المحاصر منذ أشهر.
فقد أدى حادث مماثل في يناير الماضي إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني برصاص إسرائيلي استهدف مدنيين تجمعوا حول شاحنات مساعدات في دوار الكويت شمال غزة.
كما أعلنت الأونروا استهداف شاحناتها أيضاً في أوقات سابقة.
وتتهم إسرائيل من قبل العديد من المنظمات الإنسانية بما فيها الأمم المتحدة بتنفيذ حصار قاتل على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وتضييق الخناق على دخول المساعدات في وقت بدأ شبح الجوع يلامس أكثر من 300 ألف فلسطيني في شمال القطاع.