شيف خوسيه أندريس.. طباخ الجوعى والمنكوبين (فيديو)

شيف خوسيه أندريس.. طباخ الجوعى والمنكوبين (فيديو)

برز اسم خوسيه أندريس الطاهي الأمريكي صاحب الأصول الإسبانية، خلال الأسابيع الماضية، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية لم تتوقف مهما بلغت المناشدات والمطالبات الدولية بوضع حد لها، حيث كان أندريس هو المخطط لأول سفينة تحمل مساعدات إلى غزة منذ عام 2005، في خطوة كان لها تأثير كبير على دعم سكان القطاع وتوفير الغذاء لمئات الآلاف، متجاوزاً العراقيل التي حاولت تل أبيب فرضها لإعاقة وصول المساعدات لغزة خصوصاً مناطق الشمال.

“قد نفشل، لكن الفشل الأكبر لن يكون المحاولة!” هكذا كان يرى أندريس خطوته التي جاءت كمبادرة هامة لشق البحر، والوصول إلى الضفة الأخرى في غزة حيث الجوع والخوف يسيطر على الجميع بفعل حربٍ وحشيةٍ لم يكتب لها النهاية حتى الآن، محاولاً توظيف جهود مؤسسته (المطبخ العالمي) لوضع حد لتلك المعاناة المستمرة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الأخرى.

لكن أندريس أيضا لم يكن بعيداً عن آثار آلة الحرب في غزة، عندما فقد الأسبوع الماضي سبعة من موظفيه بعدما تعرضت قافلة من ثلاث عربات تابعة لمؤسسة المطبخ العالمي للقصف في أثناء مغادرتها مستودعها في دير البلح، بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي جُلبت إلى غزة عن طريق البحر.

لم يقبل مؤسس المطبخ العالمي أي محاولات تبرير إسرائيلية، مؤكداً أن قصف القافلة لم يكن بسبب “سوء الحظ أو أُسقطت القنبلة في المكان الخطأ.. لقد كان في الحقيقة هجوماً مباشراً على مركبات ذات علامات واضحة، وكانت تحركاتها معروفة للجميع في الجيش الإسرائيلي”.

وفي كل اتصالات التعازي التي تلقاها أندريس لم يكف عن المطالبة بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، بل وخرج في الإعلام، قائلاً إن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 6 أشهر ليست دفاعا عن النفس ولا ضد الإرهاب، بل هي حرب على الإنسانية نفسها.

الشيف خوسيه أندريس كان من “أكثر 100 شخص تأثيرًا” في العالم الذين تختارهم مجلة تايم في كل من عامي 2012 و2018، وحصل على وسام العلوم الإنسانية الوطنية في الولايات المتحدة لعام 2015 من الرئيس باراك أوباما. 

وفي عام 2010، أسس أندريس المطبخ العالمي، في أعقاب زلزال 2010 الذي ضرب هايتي، وهي منظمة غير ربحية تستخدم قوة الغذاء لتغذية المجتمعات وتعزيز الاقتصادات في أوقات الأزمات وما بعدها. ووصلت جهودها إلى دول كثيرة في أنحاء العالم، منها على سبيل المثال، أستراليا وجزر البهاما وجمهورية الدومينيكان ومصر وإسرائيل ولبنان وبورتوريكو وأوكرانيا والولايات المتحدة وتركيا وسوريا وفلسطين.

ولد خوسيه أندريس بويرتا في إسبانيا، في 13 يوليو 1969 وانتقلت عائلته إلى كاتالونيا عندما كان في السادسة من عمره، ولكن عاد مرة أخرى لإسبانيا ليلتحق بمدرسة الطهي في برشلونة في سن الخامسة عشرة، وعندما التحق بالخدمة العسكرية في القوات البحرية عمل في البداية مع أحد القادة لكنه قدم التماسًا إلى البحرية وحصل على مكان على متن سفينة وتولى مهمة الطهي.

وبعد سنوات عاد للولايات المتحدة وهو يمتلك فقط 50 دولاراً، ليبدأ بعدها عملا شاقا سرعان ما جنى ثماره ويتحول إلى صاحب مطاعم وأحد أشهر مؤلفي كتب الطبخ في العالم، ومؤسساً لمعهد الغذاء العالمي بجامعة جورج واشنطن.

وحصل الطاهي الإسباني الأصل على الجنسية الأمريكية عام 2013، ومنحت حكومة أوباما في 2014 لقب “أبرز أمريكي بالاختيار” لأندريس، وهي جائزة تُمنح لمواطنين من دول أخرى حصلوا على الجنسية الأمريكية وحققوا إنجازات استثنائية.

وفي عام 2015، تم تعيين أندريس من قبل الرئيس باراك أوباما سفيرًا للمواطنة والتجنس، وعاد في 2022 وتم تعيينه أندريس من قبل الرئيس جو بايدن كرئيس مشارك للمجلس الرئاسي للرياضة واللياقة البدنية والتغذية. 

وفي رسالة موجهة إلى لجنة نوبل النرويجية، رشحت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي وآخرون الشيف الشهير ومساعديه للجائزة قائلين "ليس فقط لدورهم في القضاء على الجوع ولكن لنشر الأمل”.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية