"إنقاذ الطفولة": أزمة الوقود تدفع الأطفال المرضى في اليمن إلى حافة الهاوية

"إنقاذ الطفولة": أزمة الوقود تدفع الأطفال المرضى في اليمن إلى حافة الهاوية
أزمة الوقود في اليمن

يوشك آلاف الأطفال في اليمن على فقدان إمكانية الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة، حيث تواجه البلاد أسوأ أزمة وقود منذ بداية الصراع، وفقا لمنظمة "إنقاذ الطفولة" الدولية.

وتضطر المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد إلى إغلاق أجهزة التهوية وغيرها من المعدات المنقذة للحياة، بسبب الانخفاض الحاد في واردات الوقود، كما حذرت العديد من المستشفيات من خطر الإغلاق التام إذا استمر تأجيل توصيل الوقود وتقييده.

ويؤثر نقص الوقود في اليمن أيضًا على قدرة الناس على التنقل -مع تقارير عن طوابير بطول 6 كيلومترات في محطات الوقود في صنعاء- ما يعنى أن ذلك سيكون له تأثير مضاعف على أسعار المواد الغذائية والوصول إلى المياه والمساعدات الإنسانية.

قالت عائشة، 55 عاماً: "كان علي أن أبقى في سيارتي لمدة يومين متتاليين في أطول طابور رأيته في حياتي كلها في محطة الوقود، وكان طابور الرجال أطول بكثير، تناولت 6 وجبات في السيارة قام بتوصيلها ابني فقط للتأكد من أنني لم أفقد مكاني في قائمة الانتظار".

واندلعت الأزمة بسبب مجموعة من القيود المشددة على شحنات الوقود إلى موانئ البحر الأحمر اليمنية والتأخيرات طويلة الأمد، حيث تنتظر سفن الوقود ما معدله 112 يومًا في منطقة سيطرة التحالف، بزيادة مذهلة قدرها 543٪ مقارنة بعام 2019 (17.4 يومًا).

ونتيجة لذلك، انخفض وصول الوقود إلى موانئ البحر الأحمر اليمنية بشكل حاد، حيث انخفض بنسبة 70٪ في يناير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن، راما حنسراج: "شهدت البلاد عدة أزمات وقود منذ بداية الصراع، لكنها أسوأ بكثير، نسمع تقارير من الأطباء الذين رأوا بالفعل تأثيره المميت على المرافق الصحية، وأخبر طبيب في صنعاء فريقنا أن 6 غرف عمليات من أصل 12، وما يقرب من نصف حاضناتها، قد أُجبرت بالفعل على الإغلاق".

وأضافت: "كلما طال أمد أزمة الوقود هذه، زادت صعوبة الوصول إلى الأطفال الضعفاء المحتاجين، هناك أكثر من 8 ملايين طفل على شفا المجاعة، وهم بحاجة ماسة إلى الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة، حتى قبل أزمة الوقود هذه، كان نظام الرعاية الصحية في اليمن على وشك الانهيار، نخشى أن يتحول الوضع في اليمن إلى كارثة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة".

وقالت “حنسراج”: "لقد تعامل الأطفال في اليمن بالفعل مع ما يكفي مع الأزمات، وأزمة بعد أزمة تمحو كل فرصة لديهم ليحلموا بمستقبل أفضل، يجب أن تكون حماية حياة الأطفال على رأس أولوياتنا، ويجب أن يأخذ أي قرار يتم اتخاذه في الاعتبار التأثير على رفاهية الأطفال".

وتدعو منظمة "إنقاذ الطفولة" أطراف النزاع إلى التقيد بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في أدائهم للأعمال العدائية، يجب أن يكون المدنيون قادرين على تحمل تكاليف الوصول إلى الإمدادات الأساسية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة، ويجب ألا يستخدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة لإلحاق الأذى بالمدنيين".

وتعمل منظمة "إنقاذ الطفولة" في اليمن منذ عام 1963، حيث تنفذ برامج في مجالات التعليم، وحماية الطفل، والصحة والتغذية، والمياه والصرف الصحي، والاستجابة لحالات الطوارئ في معظم أنحاء البلاد.

وتدعم المنظمة 186 مرفقًا صحيًا، بما في ذلك 10 مستشفيات ومركزان لعلاج COVID-19 بأنظمة الألواح الشمسية.

ومنذ منتصف عام 2014، يشهد اليمن نزاعاً على السلطة بين الحوثيين، وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ مارس 2015.

وتسبب النزاع في حدوث أزمة اقتصادية وإنسانية كبيرة، بحسب تقارير الأمم المتحدة، حيث يواجه ملايين الأشخاص خطر المجاعة في بلد يعتمد فيه 80% من السكان (وعددهم نحو 30 مليوناً) على المساعدات، إلى جانب مقتل مئات آلاف الأشخاص ونزوح ملايين السكان عن منازلهم نحو مخيمات مؤقتة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية