غوتيريش: الأزمات المناخية تفقد "المُزارعات" طعامهن ودخلهن
غوتيريش: الأزمات المناخية تفقد "المُزارعات" طعامهن ودخلهن
تفقد الأزمات البيئية والظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات "المُزارعات" في أفقر بلدان العالم وأكثرهم ضعفا، طعامهن ودخلهن وسبل عيشهن، وهناك أدلة متزايدة على أن زواج الأطفال واستغلالهم مرتبطان بأزمة المناخ، وفقاً للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته بمناسبة افتتاح الدورة السنوية للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة.
وتشير الدراسات إلى أنه عندما تضرب الكوارث المناخية -وهو ما يحدث في كثير من الأحيان- تزيد احتمالية وفاة النساء والأطفال بنسبة تصل إلى 14 ضعفًا أكثر من الرجال.
وقال غوتيريش: "تتناول دورة لجنة وضع المرأة هذا العام واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا، حيث تسارعت وتفاقمت حالات الطوارئ غير المسبوقة الناجمة عن أزمة المناخ والتلوث والتصحر وفقدان التنوع البيولوجي، المصاحبة لوباء COVID-19، فضلاً عن تداعيات النزاعات الجديدة أو الجارية، مما أدى إلى ظهور أزمات عامة ومترابطة تؤثر علينا جميعا لكن ليس بالتساوي.. تواجه النساء والفتيات في كل مكان أكبر التهديدات ويعانين أكبر قدر من الضرر".
وأضاف: "تتخذ النساء والفتيات إجراءات لمكافحة أزمات المناخ والبيئة، ولكن في كل مكان، لا تزال النساء والفتيات مستبعدات إلى حد كبير من أماكن صنع القرار".
وأشار غوتيريش إلى أن النساء والفتيات اللائي يعشن في الدول الجزرية الصغيرة وأقل البلدان نمواً ومناطق الصراع هن الأكثر تضرراً، قائلاً: "عندما تتعرض الموارد الطبيعية المحلية مثل الماء والغذاء للتهديد، فإن النساء هن الأكثر معاناة ولديهن أقل الوسائل للتكيف".
وأضاف: "يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم النزاعات حول العالم، وغالبًا ما تجد النساء العاملات في بناء السلام أنفسهن في الخطوط الأمامية، بينما يحاولن دعم أسرهن ومجتمعاتهن، حتى في حالات الأزمات المتعددة والمتشابكة"، مضيفاً: "إنني منزعج بشدة من زيادة العنف والتهديدات ضد النساء اللاتي يدافعن عن حقوق الإنسان ويعملن من أجل البيئة".
وتابع: "غالبًا ما يتم تجاهل احتياجات المرأة ومصالحها وتهميشها في السياسات والقرارات المتعلقة باستخدام الأراضي والتلوث والحفظ والعمل المناخي".
وتم إسناد ثلث أدوار صنع القرار في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاقية باريس إلى النساء، ويوجد 15% فقط من وزراء البيئة حول العالم من النساء.
وقال أنطونيو غوتيريش: "هذا دليل مرة أخرى على أن عالمنا وثقافتنا لا يزالان تحت سيطرة الرجال، ما زلنا نعاني من آثار النظام الأبوي الذي يستبعد النساء ويمنعهن من الاستماع إليهن، لن نحقق أياً من أهدافنا بدون مساهمة كل الناس، لهذا السبب يجب على الجميع -بما في ذلك الرجال والفتيان- العمل من أجل حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين".
وعلى مدى العامين الماضيين، تم تسليط الضوء على أوجه عدم المساواة والظلم بين الجنسين وتفاقمها بسبب جائحة COVID-19، حيث فقدت ملايين النساء وظائفهن، مما كان له تداعيات كارثية على حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية.
واضطر ملايين آخرون إلى اتخاذ خيار مستحيل: كسب دخل أو القيام بأعمال منزلية غير مدفوعة الأجر، وأصبحت الملايين من الفتيات خارج المدرسة، وقد لا يعود أكثرهن إلى المدرسة أبدًا.