تغير المناخ.. فيضانات توقف الحياة في موريشيوس وارتفاع درجات الحرارة في تايوان
تغير المناخ.. فيضانات توقف الحياة في موريشيوس وارتفاع درجات الحرارة في تايوان
أدى هطول الأمطار على دولة موريشيوس، يوم الأحد، إلى حدوث فيضانات، ما تسبب في إغلاق البورصة والعديد من البنوك والمكاتب اليوم الاثنين، وأعلنت بورصة موريشيوس عن وقف التداول خلال هذا اليوم، مع تشجيع موظفي قطاعات الخدمات غير الأساسية على العمل من المنزل بسبب سوء الأحوال الجوية.
وأشارت البيانات الصادرة عن خدمات الأرصاد الجوية في البلاد إلى زيادة مستويات هطول الأمطار في المنطقة الغربية بأكثر من 3 مرات، مقارنةً بوقت سابق من هذا الشهر.. وعلقت الدولة في يناير العمل والتداول في البورصة أيضاً بعدما ضرب إعصار "بلال" العاصمة، ما عطل إمدادات الكهرباء والمياه.
درجات حرارة قياسية في تايوان
في الوقت نفسه، ارتفعت درجات الحرارة في جنوب تايوان لتصل إلى مستويات قياسية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات بشأن استمرار ارتفاع درجات الحرارة، ونصح السكان بالحد من الأنشطة الخارجية غير الضرورية.
وصلت درجات الحرارة في كاوشيونغ ومقاطعة تشيايي إلى 36.8 درجة مئوية (98 فهرنهايت)، وهو أعلى مستوى تسجله على الإطلاق لشهر أبريل مُقارنةً بمتوسط درجة الحرارة الشهرية لمناطق الجنوب الذي يتراوح بين 23.5 و25.7 درجة مئوية، وفقاً لإدارة الطقس المركزية في تايبيه.
وأبلغت مدينة تاينان عن وصول درجات الحرارة إلى 39.7 درجة مئوية يوم الأحد، على الرغم من عدم تسجيل هذا المعدل رسمياً لأنه صادر عن محطة أرصاد جوية تعمل عن بعد دون التحقق البشري.. ويُتوقع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في تاينان وكاوشيونغ وتايتونغ الاثنين.
تأثير سلبي
تؤثر هذه الظواهر الجوية بشكل ملحوظ على مختلف القطاعات؛ في تايوان، يعد ارتفاع درجات الحرارة في الجنوب أمراً مثيراً للقلق نظراً لمدى أهمية المنطقة في خطط توسع شركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ"، حيث تقع منشأة الشركة الأكثر تطوراً في تاينان وهي الشركة الرئيسية المنتجة للرقائق المتقدمة لشركة "أبل" و"إنفيديا".
ويُتوقع هدوء موجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة. حيث تتوقع وكالة الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة في النصف الأخير من الأسبوع وحتى عطلة نهاية الأسبوع، ما يؤدي إلى تراجع درجات الحرارة إلى أقل من 30 درجة مئوية.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".