دراسة تحذّر من اضطرابات خطيرة في النظام البيئي بجبال الألب جراء تغير المناخ

دراسة تحذّر من اضطرابات خطيرة في النظام البيئي بجبال الألب جراء تغير المناخ

حذرت نتائج دراسة علمية حديثة، شاركت فيها جامعة "إنسبروك" النمساوية، من زعزعة النظام البيئي في جبال الألب بقوة بسبب آثار أزمة تغير المناخ وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تؤدي لذوبان الثلوج وتعطيل تخزين ونقل العناصر الغذائية من التربة إلى النباتات.

وفحصت الدراسة، تأثيرات تقلص الغطاء الثلجي في منطقة "أوتستال العليا" الواقعة على ارتفاع 2.500 متر، في سلسلة جبال الألب بولاية "تيرول" النمساوية، وأوضحت أن الثلوج تؤدي وظيفة عازلة مهمة في النظام البيئي لجبال الألب، وأن ذوبان الجليد بشكل متزايد يسبب اضطرابا خطيرا في النظام البيئي، بسبب تلاشى أرشيفات مناخية هامة، حيث يلعب الجليد دوراً رئيسيا في الحفاظ على نشاط ميكروبات التربة وتخزين العناصر الغذائية في كتلتها الحيوية التي تحتاج إليها النباتات مع حلول فصل الربيع.

وأظهرت الدارسة، دور الثلوج في التحولات الموسمية السنوية، التي تحدث للعناصر الغذائية بين النباتات والمجتمعات الميكروبية في تربة جبال الألب، حيث تبدأ النباتات في النمو، بعد ذوبان الثلوج في فصل الربيع، وتتنافس مع ميكروبات التربة على العناصر الغذائية، وفي الخريف تنعكس العملية وتعود العناصر الغذائية إلى التربة من خلال الأوراق والجذور الميتة، حيث تحافظ الثلوج على نشاط ميكروبات التربة وتخزن العناصر الغذائية في كتلتها الحيوية التي تحتاج إليها النباتات في الربيع القادم.

وأوضحت نتائج الدراسة، أن نقص الثلوج يؤدي إلى حدوث خلل في الهيكل البيئي ويهدد باختلال التوازن، وحذرت من فقدان الغطاء الثلجي بنسبة تصل إلى نحو 90% في أجزاء من جبال الألب الأوروبية بحلول نهاية القرن، ولفتت إلى مخاوف حقيقية من حدوث اضطراب خطير في النظام البيئي لجبال الألب، مع عواقب محتملة طويلة المدى تؤثر على الدورات والتنوع البيولوجي.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية