عقوبات أمريكية جديدة على روسيا بسبب استخدام "أسلحة كيميائية" ضد أوكرانيا
عقوبات أمريكية جديدة على روسيا بسبب استخدام "أسلحة كيميائية" ضد أوكرانيا
اتهمت الولايات المتحدة، الجيش الروسي باستخدام "مادة الكلوروبيكرين" وهي سلاح كيميائي، ضد القوات الأوكرانية، في انتهاك لمعاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن روسيا لجأت أيضا إلى مواد كيميائية مخصصة أساسا لمكافحة الشغب مثل "قنابل الغاز المسيل للدموع" واستخدمتها ضد القوات الأوكرانية "كأسلوب للحرب في أوكرانيا، وهو ما يشكل أيضا انتهاكا للمعاهدة".
وأشارت الخارجية إلى أن استخدام هذه المواد "ليس حادثة معزولة، وربما كان الدافع وراءها رغبة القوات الروسية في طرد القوات الأوكرانية من أماكن تحصينهم، وتحقيق مكاسب تكتيكية في ساعة المعركة".
وزادت أن موسكو تتجاهل التزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية في انتهاك بما اتبعته في عمليات تسميم أليكسي نافالني وسيرغي ويوليا سكريبال بغاز الأعصاب نوفيتشوك.
وأليكسي نافالني، المعارض السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توفي في 16 فبراير الماضي بعد أن كان قد تعرّض لعملية تسمم خطرة اتهم الكرملين بالوقوف خلفها.
أما العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا سكريبال فقد تعرضا للتسميم في إنجلترا في 2018.
وأعلنت الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على أكثر من 280 فردا وكيانا في روسيا بسبب العدوان الروسي والقمعي الداخلي الذي تفرضه موسكو.
وأوضحت الخارجية أنها بالتنسيق مع وزارة الخزانة صنفت ثلاثة كيانات حكومية تابعة لروسيا مرتبطة ببرامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية وأربع شركات روسية تقدم الدعم لهذه الكيانات، كما صنفت وزارة الخزانة بشكل منفصل ثلاثة كيانات وفردين متورطين في شراء مواد للمعاهد العسكرية المشاركة في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية.
وتشمل الجهات التي تم فرض عقوبات عليها: قوات الدفاع الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، ومعهد البحوث العلمية للصوتيات التطبيقية، والمعهد العلمي والبحثي المركزي الـ48 التابع لوزارة الدفاع.
إضافة إلى شركة "نبو ترانسكوم"، وشركة "أي بي أس" للتوليد البيولوجي، وشركة "لاب سيرفس"، وشركة "أو أو أو تي أس أس" التي تورد معدات مخبرية للمعهد العلمي التابع لوزارة الدفاع الروسية.
وتؤكد روسيا أنها لم تعد تمتلك ترسانة كيميائية عسكرية، لكنها تتعرض لضغوط متزايدة لإبداء مزيد من الشفافية بشأن عمليات التسميم المتهمة بها.
وردا على بيان العقوبات، عبّرت موسكو عن رفضها اتهامات واشنطن للجيش الروسي باستخدام سلاح كيميائي في أوكرانيا.
وفقا للمعاهد الوطنية للصحة فإن الكلوروبيكرين هو مادة كيميائية استخدمت كسلاح كيميائي ومبيد حشري، ويؤدي استنشاقها إلى خطر على الصحة.
وعلاوة على الشركات الروسية، تستهدف العقوبات الأمريكية الجديدة نحو ستين شخصا وشركة أجنبية، صينية على وجه الخصوص، وذلك بتهمة "مساعدة روسيا في الاستحواذ على مكونات أساسية لصناعة الأسلحة أو برامج دفاعية"، بحسب بيان رسمي.
ونقل البيان عن وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، قولها إن "العقوبات المتخذة اليوم تهدف إلى إلحاق المزيد من الإخلال وإضعاف المجهود الحربي الروسي من خلال التعرض لصناعتها العسكرية الأساسية وشبكات التحايل على العقوبات الحالية التي تساعدها على الإمداد".
ومن الشركات الأجنبية المستهدفة، هناك 16 شركة من الصين أو هونغ كونغ، متهمة بغالبيتها بمساعدة روسيا في توريد مكونات محظورة. إضافة إلى ذلك، اتهمت اثنتان منها بشراء المواد اللازمة لإنتاج الذخائر الحربية.
وتشمل العقوبات شركات من عدة دول أخرى من بينها تركيا وأذربيجان، بالإضافة إلى بلجيكا وسلوفاكيا، وهما دولتان في الاتحاد الأوروبي.
وتعمل نحو مئة شركة روسية، من بين أكثر من 200 شركة مستهدفة، بشكل خاص في قطاعات الدفاع والنقل والتكنولوجيا. وتشارك العديد من الشركات في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية.
كما تهدف العقوبات إلى تقييد إمكانية تطوير البنية التحتية للغاز والنفط في روسيا، والتي من شأنها أن تسمح لها بتصدير المحروقات بسهولة أكبر وخاصة إلى الصين.
ويتم التصدير حاليا بواسطة ناقلات نفط أو غاز بسبب الافتقار إلى خطوط أنابيب كافية نحو الشرق.
وتنص هذه العقوبات التي تعنى بها كذلك وزارة الخارجية الأمريكية، بشكل خاص على تجميد أصول الشركات أو الأفراد المستهدفين المقيمين في الولايات المتحدة، كما تمنع الكيانات أو المواطنين الأميركيين من التعامل مع المستهدفين بالعقوبات.
كما يحظر على الأشخاص المعنيين دخول الولايات المتحدة.
وتسيطر روسيا الآن، التي تصف حربها في أوكرانيا بأنها عملية عسكرية خاصة، على ما يقل قليلا عن خمس أراضي أوكرانيا واستولت على الجزء الأكبر من تلك الأراضي خلال الأشهر الأولى من الحرب التي شنتها في فبراير 2022 بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وسيطرت روسيا على نحو ست قرى في منطقة دونيتسك، بينما عززت مواقعها الميدانية في منطقة خاركيف.
وحذر قائد الجيش الأوكراني الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي الأحد من أن أوكرانيا قد تخسر المزيد من الأراضي إذا لم يسلم الغرب الأسلحة بسرعة.