"شالوم.. شالوم من أولاد غزة"

"شالوم.. شالوم من أولاد غزة"

بهذه الكلمات قُتل رجل يهودي في منطقة سموحة في الإسكندرية بمصر!
باسم أهل غزة الأبرياء قتل رجل يهودي اختار أن يعيش ويعتاش في بلد أحبه..
وباسم أهل غزة تفتعل حماس الحروب وتطلق المعارك وبدماء أهل غزة تساوم وتفاوض..
وباسم أهل غزة تقتل إسرائيل الأبرياء من النساء والأطفال وتدمر كل شيء!
هذه هي الحال التي وصلنا إليها بعد ثمانية أشهر من الحرب الإسرائيلية الحمساوية في غزة، حرب يقودها المتطرفون ويدفع ثمنها المدنيون الأبرياء في غزة وإسرائيل والآن يُقتل رجل في مصر، فقط لأنه يهودي.. فلمصلحة من؟ ومن المستفيد من كل ذلك؟ من المستفيد من خروج الوضع عن السيطرة وانتقال العنف إلى دول المنطقة؟ فالجميع يدرك أن ما يحدث في غزة لن يبقى في غزة، وأن هناك من يدفع بها إلى الخارج، ليس في المنطقة بل أبعد منها بكثير.. فالعنف يولد العنف والظلم يولد الغضب واستمرار العنف والظلم يخرج الوضع عن السيطرة.
فشعب مصر الكريم والمتسامح بريء من هذه الجريمة وأهل غزة بريئون من هذا القاتل كما أنهم بريئون من حماس وأفعالها، وقد كان ذلك واضحاً منذ أيام عندما تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف النار -الذي سرعان ما اختفى- فتلك الفرحة كشفت ما في صدور الغزيين من توق إلى الهدوء والسلام وإلى الحياة الطبيعية الكريمة وليس إلى مزيد من القتل والموت.
ليس هناك سبب واحد يجعل خبر قتل هذا الرجل خبراً مفرحاً أو مبهجاً أو حتى مقبولاً لأي عربي أو مسلم أو مصري أو فلسطيني.. فهذه جريمة وما تم عملية ارهابية موثقة بالصوت والصورة ومع سبق الإصرار والترصد، لذا تجب إدانته واستنكاره والمطالبة بمعاقبة الفاعل، فثقافة الغدر ليست من شيم العرب ويرفضها الإسلام.
إن قبول فكرة قتل شخص بريء وأعزل يعيش في أمان أو الصمت عنها يعد قبولاً للإرهاب وقبولاً لمنطق الغاب وتراجعاً عن القيم الإنسانية العليا، فكما نرفض قتل الأبرياء في غزة يجب أن نرفض قتل الأبرياء في كل مكان مهما كانت دياناتهم وألوانهم وجنسياتهم.
ويجب أن تدرك الحكومة الإسرائيلية أنها شريكة في هذه الجريمة، فإصرارها على استمرار قتل المدنيين الأبرياء وتوسيع نطاق الحرب يوماً بعد يوم لن يخدم إلا المتطرفين والإرهابيين من كلا الطرفين، لذا يجب عليها أن تستمع إلى أصدقائها وأن تتجاوب مع الوسطاء لإيقاف إطلاق النار ووضع حد لهذه الحرب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية