معارك عنيفة في غزة.. وواشنطن تحذّر من خطر "الفوضى"

معارك عنيفة في غزة.. وواشنطن تحذّر من خطر "الفوضى"

 

دارت معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة الاثنين، خصوصاً في رفح، رغم تحذيرات المجتمع الدولي ولا سيما واشنطن من أنّ شنّ هجوم كبير على المدينة المكتظة بالنازحين سيخلف "فوضى" في القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة.

وأفاد شهود بحدوث اشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين ومقاتلي حماس في مناطق مختلفة من القطاع، في وقت تستعدّ إسرائيل للاحتفال بالذكرى الـ76 لقيامها بعد سبعة أشهر من اندلاع حرب أحيَت لدى العديد من الفلسطينيين ذكرى مرارة نكبة عام 1948، وفقا لوكالة فرانس برس.

وبعد أقل من أسبوع على توغّل الجيش الإسرائيلي في أنحاء من مدينة رفح الواقعة في الجنوب على الحدود مع مصر ويتجمّع فيها 1,4 مليون فلسطيني، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّ اجتياح المدينة المكتظة لن يحقّق هدف إسرائيل المتمثّل في القضاء على حركة حماس، وسيخلف "فوضى" وستحلق "أضرار جسيمة" بالمدنيين.

وأضاف في مقابلة مع شبكة "إن بي سي": "سيكون هناك دائماً الآلاف من أعضاء حماس المسلحين"، حتى بعد مهاجمة رفح، مشيراً إلى أنّ الحركة الفلسطينية "عادت إلى المناطق" التي قاتلتها فيها إسرائيل في الشمال، و"حتى في خان يونس"، كبرى مدن جنوب القطاع التي شهدت عمليات عسكرية مكثّفة على مدى أشهر.

وفي الأيام الأخيرة، احتدم القتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في شمال القطاع. وبعد أشهر قليلة من الإعلان عن تفكيك قيادة حماس في تلك المناطق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ الحركة "تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية" هناك.

 جحيم

في رفح، أفاد مراسلون بعمليات قصف بمشاركة المروحيات على أحياء في شرق المدينة طلب الجيش مطلع الأسبوع الماضي سكانها إلى إخلائها.

وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في رفح وسيطرت على المعبر الحدودي مع مصر بدءاً من الثلاثاء الماضي.

في هذه الأثناء، استمرت حركة نزوح كثيفة من رفح سيراً أو بمركبات وعلى متن دراجات أو عربات تجرّها الدواب، لا يعرفون إلى أي يذهبون بعد أن استحالت معظم مناطق القطاع ركاماً جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.

وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على منصة "إكس": "السلطات الإسرائيلية تواصل إصدار أوامر التهجير القسري، هذا يجبر سكان رفح على الفرار إلى أي مكان... الحديث عن مناطق آمنة كاذب ومضلل، لا يوجد مكان آمن في غزة".

وقال محمد حمد (24 عاما): "عشنا الجحيم خلال ثلاثة أيام وأسوأ الليالي منذ بداية الحرب".

وحمد من بين 300 ألف فلسطيني تقول إسرائيل إنهم فروا من شرق رفح التي قصفها الجيش بعد صدور الأمر بإخلائها.

يأتي ذلك فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت الأحد "جنود وآليات العدو" قرب معبر رفح.

وتزامن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع تعثّر الجولة الأخيرة من المباحثات بوساطة واشنطن والدوحة والقاهرة، بهدف إرساء هدنة تشمل إطلاق رهائن إسرائيليين لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيل.

وكانت الحركة أعلنت أنها وافقت على مقترح من الوسطاء بشأن الهدنة، لكن إسرائيل رأت أنه "بعيد كل البعد عن مطالبها".

واعتبرت حماس الأحد أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي رهن بها وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن تشكّل "تراجعاً" عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، متهّمة نتنياهو بـ"الانقلاب" على مسار المباحثات.

كما أعلنت مصر التي حذّرت مراراً من مهاجمة رفح أنّها تعتزم الانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوى أمام محكمة العدل الدولية للنظر في ارتكاب إسرائيل جرائم "إبادة" في قطاع غزة، "في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين".

على حافّة الانهيار

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر، بعد شنّ حركة حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون وفق تعداد يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، نفذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 35091 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في غزة.

وحذّرت وزارة الصحة الاثنين من انهيار المنظومة الصحية في ظلّ تقييد إسرائيل دخول المساعدات. 

وقالت في بيان مقتضب: "ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين".

على جبهة أخرى، أعلن حزب الله اللبناني الاثنين استهداف دبابة داخل موقع عسكري في شمال إسرائيل، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود بجروح، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، على وقع تواصل التصعيد الحدودي بين الطرفين.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل 272 عسكرياً في الحملة البرية على غزة، منذ 27 أكتوبر.

 مراسم 

أطلقت صفارات الإنذار في إسرائيل قبل ظهر الإثنين إحياء لذكرى جنودها القتلى وضحايا الهجمات عشية ذكرى قيامها.

وحضر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي المراسم التقليدية عند حائط المبكى (البراق)، أقدس موقع يُسمح لليهود بالصلاة فيه، في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967 ثم ضمتها.

وتنظم ليل الاثنين/ الثلاثاء احتفالات لمناسبة إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو 1948.

وسيكون ذلك عشية إحياء الفلسطينيين في 15 مايو ذكرى نكبة 1948 والتهجير القسري الذي طال مئات الآلاف منهم. 

وأعادت الحرب الراهنة إلى ذاكرة لاجئين فلسطينيين مسنّين، مرارة العنف والتهجير الذي خبروه قبل سبعة عقود.

ورأى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أواخر إبريل، أنّ أيّ تهجير جديد لسكان غزة إلى "خارج فلسطين يعني نكبة جديدة"، محذّراً من أن الهجوم على رفح سيكون "أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية