من أشكاله الوقوف في طابور وصنع الخيام..

نيويورك تايمز: اقتصاد الحرب يظهر في قطاع غزة

نيويورك تايمز: اقتصاد الحرب يظهر في قطاع غزة

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على نشأة اقتصاد الحرب في قطاع غزة، على خلفية الوضع المدمر الذي يشهده القطاع، ما أدى إلى ظهور أسواق مؤقتة لبيع أساسيات، وفرص عمل غريبة كالوقوف في طابور.

وقالت الصحيفة: على الطاولات والمقاعد في المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، اصطف الباعة الجائلون في زمن الحرب، يبيعون الملابس المستعملة، ولبن الأطفال والأغذية المعلبة ومخبوزات منزلية نادرة.

وفقا للصحيفة في بعض الحالات، فإن طرود المساعدات بأكملها، والتي لا تزال تحمل أعلام الدول التي تبرعت بها بهدف توزيعها بدون مقابل، سيتم رصها على الأرصفة وتباع بأسعار لا يستطيع كثيرون تحمل ثمنها.

وتتابع الصحيفة قائلة إنه في الأشهر السبعة الماضية، ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انهار اقتصاد القطاع، وأجبر الناس على الفرار من منازلهم وترك وظائفهم، وتم قصف المصانع والأسواق والبنى التحتية وسويت بالأرض، بينما تجرفت الأراضي الزراعية بسبب الضربات الجوية أو احتلت من قبل القوات الاقتصادية. وفي خضم هذا، ظهر اقتصاد حرب، وهو سوق للنجاة يركز على الأساسيات من غذاء ومأوى وأموال.

وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات الإنسانية التي تحمل علامة "ليس للبيع" ينتهي بها الأمر في الأسواق المؤقتة، ويمكن أن يجنى الناس بضعة دولارات في اليوم مقابل إجلاء النازحين على ظهور الشاحنات أو عربات الكارو، بينما يقوم آخرون بحفر المراحيض أو صنع الخيام من الأغطية البلاستيكية والخشب.

ونظرا لتنامي الأزمة الإنسانية واليأس العميق، فإن الوقوف في طابور أصبح عملا بدوام كامل، سواء في مواقع توزيع المساعدات، أو في المخابز القليلة التي لا تزال مفتوحة أو العديد القليل من أجهزة الصراف الآلي أو محلات الصرافة التي لا تزال تعمل.

ويقول أستاذ الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة رجا خالدي إن هذا اقتصاد الكفاف، فهذه ليست مثل أي حرب شهدناها من قبل، حيث تكون منطقة معينة مستهدفة، والمناطق الأخرى أقل تضررا ويمكنها أن تعود سريعا للانخراط في الأوضاع الاقتصادية، فمنذ الشهر الأول تم إخراج الاقتصاد من الخدمة.

الحرب على قطاع غزة               

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 35 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 78 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية