السيناتور ليهي ينتقد ازدواجية المعايير في تطبيق "قانون ليهي" على إسرائيل

السيناتور ليهي ينتقد ازدواجية المعايير في تطبيق "قانون ليهي" على إسرائيل

انتقد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق، باتريك ليهي، ازدواجية المعايير في تطبيق قانون ليهي -الذي سمّي على اسمه- على إسرائيل، بنفس القدر الذي تطبقه بلاده على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

وقال "ليهي"، إن سريان قانون ليهي على إسرائيل لا يوحي بأن الإدارة الأمريكية تتوخى في تطبيقه العدالة أو ما يسميه “المعادل الأخلاقي”، رغم أن الناس يتساءلون اليوم عما إذا كان ينبغي إلزام إسرائيل بالخضوع لمتطلباته، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

وأعاد السيناتور الأمريكي، إلى الأذهان أن القانون يحظر على الحكومة الأمريكية تقديم مساعدات لقوات أو وحدات أمن أجنبية إذا كان لدى وزير الخارجية “معلومات موثوقة” تشير إلى تورط تلك الوحدات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان مثل القتل، والاغتصاب، والتعذيب، والإخفاء القسري، أو غير ذلك من الحرمان الصارخ من الحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي.

وأشار "ليهي" في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" إلى إمكانية استئناف تقديم المساعدات إذا اتضح أن الحكومة الأجنبية المعنية تتخذ “خطوات فعالة” لتقديم أعضاء الوحدة الأمنية أو العسكرية المسؤولين عن تلك الانتهاكات إلى العدالة.

قانون ليهي وحقوق الإنسان

ومع ذلك فإن السيناتور -الذي كان رئيسا للجنة المخصصات بمجلس الشيوخ- لا يرى أن القانون يقدم حلا سحريا، بل هو أداة حيوية لتذكير المسؤولين الأجانب والأمريكيين على حد سواء، بأن دافعي الضرائب الأمريكيين لا يرغبون في تمويل عمليات تُنتهك فيها حقوق الإنسان.

وأوضح أنه ظل يرد على الحجج التي يتذرع بها البعض منذ إقرار القانون بأن “انخراط” الحكومة الأمريكية مع القوات الأجنبية ضروري، وأن إشكاليات حقوق الإنسان هي من صنع “بعض العناصر الفاسدة”.

وذكر ليهي أنه كان يرد عليها بالقول: “دعونا نتفق على عدم تسليح وتدريب أسوأ تلك العناصر الفاسدة إلى أن يشرع شركاؤنا بتطهيرهم”، مضيفا أن ذلك ليس “جنوحَ خيال” بل هو الحد الأدنى الذي لا ينبغي أن يكون محل خلاف.

ووفقا للكاتب، فرغم أن قانون ليهي صيغ ليسري على كل الدول بقدم المساواة، فإن ذلك ليس هو الحال دائما، “وأبلغ مثال على ذلك إسرائيل التي تُعد من بين أكبر متلقي المساعدات العسكرية الأمريكية”.

ردود غير شافية

وقال إنه ظل يكتب لوزراء الخارجية الأمريكيين، منذ مطلع القرن الحالي، بشأن عدم تطبيق قانون ليهي على إسرائيل، إلا أنه لم يتلق منهم سوى ردودا “غير شافية، أو ادعوا فيها بشكل غير دقيق أن القانون يطبق على إسرائيل مثلما يطبق على باقي الدول الأخرى”.

ولفت ليهي إلى أن الأسلحة والذخائر والمساعدات الأمريكية الأخرى المرسلة إلى إسرائيل لا تقتصر على وحدات بعينها إنما تُقدم بالجملة إلى قواتها العسكرية والأمنية.

ولذلك، فإنه يتوجب على وزير الخارجية الأمريكي إبلاغ إسرائيل بانتظام عن أي وحدة من قوات الأمن غير مؤهلة للحصول على المساعدات الأمريكية بسبب ارتكابها انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان، كما أن الحكومة الإسرائيلية ملزمة بالامتثال لهذا الحظر، بحسب مقال واشنطن بوست.

وختم ليهي مقاله بالتشديد على ضرورة أن يوافي وزير الخارجية الأمريكي إسرائيل على جناح السرعة بقائمة تحتوي على وحدات الأمن الإسرائيلية غير المؤهلة لتلقي المساعدات -بما في ذلك وحدة “نيتسح يهودا”- وتحديث القائمة بانتظام بالوحدات التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، والتأكيد أنه لا توجد دولة تعلو على القانون الأمريكي.

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 35 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 78 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية