بولندا تتهم روسيا باستخدام أراضيها لتهريب مهاجرين إلى أوروبا
بولندا تتهم روسيا باستخدام أراضيها لتهريب مهاجرين إلى أوروبا
اتهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الثلاثاء، روسيا بالقيام بمحاولات لتهريب آلاف المهاجرين من إفريقيا إلى أوروبا، في الوقت الذي تخطط فيه بولندا لتحصين حدودها الشرقية.
ومنذ صيف 2021، عَبَر أو حاول آلاف المهاجرين واللاجئين، معظمهم من الشرق الأوسط، عبور الحدود بين بيلاروس وبولندا، وفق وكالة فرانس برس.
وحمّلت وارسو ودول غربية بيلاروس مسؤولية تنسيق تدفق المهاجرين مع حليفتها روسيا، في إطار الهجمات "الهجينة" التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة والاتحاد الأوروبي.
وفي حديثه إلى الصحفيين، الثلاثاء، قال توسك إن المعلومات الاستخبارية الصادرة عن الأجهزة الخاصة في البلاد تشير إلى أن "الدولة الروسية" مسؤولة عن هذه الجهود.
وأضاف أن "الدولة الروسية، وليس بعض الشركات الغامضة، هي التي تقف وراء تنظيم عمليات الاستقطاب والنقل ومحاولات تهريب آلاف الأشخاص" إلى أوروبا.
وعدّد رئيس الوزراء البولندي الصومال وإريتريا واليمن وإثيوبيا كدول تسعى فيها روسيا إلى حشد مهاجرين لإرسالهم إلى الحدود البولندية بعد نقلهم جوا عبر "إحدى الدول العربية" إلى موسكو.
وكشف توسك نقلا عن معلومات من أجهزة دول حليفة أنه "توجد حاليا عدة أماكن في روسيا حيث تتركز مجموعات كبيرة من المهاجرين المنظمين بهذه الطريقة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأضاف أن "أكثر من 90 في المئة ممن يعبرون الحدود البولندية بشكل غير قانوني هم أشخاص يحملون تأشيرات روسية".
وأعلنت بولندا السبت أنها خصصت أكثر من 2,3 مليار يورو لتحصين حدودها الشرقية مع بيلاروس وجيب كالينينغراد الروسي.
وقال توسك السبت، إن التحصينات الجديدة "ستكون عنصر ردع، وهي استراتيجية لدفع الحرب بعيدا عن حدودنا".
وأقامت بولندا عام 2022 سياجا معدنيا بارتفاع 5 أمتار على طول 186 كيلومترا من حدودها مع بيلاروس لردع المهاجرين، وزودته بآلاف الكاميرات وأجهزة الاستشعار.
وجرى اتخاذ تدابير مماثلة على طول حدودها مع روسيا.
ووفقا لحرس الحدود البولندي، تم رصد أكثر من 13 ألف محاولة عبور للحدود من بيلاروس هذا العام.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
فرار الملايين
ومنذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
قبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.