الغارديان: نزوح الآلاف في البرازيل بسبب الفيضانات.. والسكان يبحثون عن مأوى

الغارديان: نزوح الآلاف في البرازيل بسبب الفيضانات.. والسكان يبحثون عن مأوى

 

يعيش الآلاف من سكان البرازيل حالة مأساوية بعد الأمطار الغزيرة التي ضربت عدة مناطق في البلاد خلال الأسابيع الماضية، مما تسبب في تزايد حجم النازحين للبحث عن أماكن للجوء بالجامعات البرازيلية وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

وسلطت الصحيفة، الضوء على معاناة البرازيليين بسبب السيول التي ضربت البلاد، موضحة أنه مع هطول الأمطار ليلة 3 مايو، بدأ تدفق الناس إلى الجامعة اللوثرية البرازيلية في كانواس، وهي مدينة تقع في أقصى الجنوب البرازيلى، حيث هطلت أمطار غزيرة على المناطق الطبيعية ولمدة أسبوع، مما أدى إلى ارتفاع منسوب الأنهار وإغراق الكثير من المنازل، ما أجبر الكثيرين على البحث عن مأوى في أماكن أخرى.

أوضح التقرير أن الجامعة أصبحت تؤوي آلاف الأشخاص، وهي أكبر مخيم للنازحين وسط أزمة إنسانية متزايدة في ولاية كانواس التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، حيث نزح أكثر من 580 ألف شخص، ويعتمد ما يقرب من 70 ألفا منهم على الملاجئ، وفقًا لتقرير حكومة الولاية، وتضرر ما مجموعه 2.3 مليون شخص من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

يأتي هذا في الوقت الذي تعمل فيه حكومات المدن والولايات والحكومات الفيدرالية على تقديم المساعدة بحسب صحيفة الغارديان، لكن السلطات تقدر أن الوضع سيستغرق شهورًا أو حتى سنوات للعودة إلى طبيعته، وذلك بعدما تأثر أكثر من 90% من بلديات ولاية ريو جراندي دو سول، البالغ عددها 497 بلدية، وأعلنت 418 منها حالة الطوارئ أو الكارثة.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية