كارثة طبيعية.. انزلاق تربة واسع النطاق في بابوا غينيا الجديدة

كارثة طبيعية.. انزلاق تربة واسع النطاق في بابوا غينيا الجديدة

أفاد مسؤولون محليون بأن 3 أشخاص على الأقل قضوا جراء كارثة انزلاق تربة واسع النطاق ضربت الجمعة أكثر من 6 بلدات في مرتفعات بابوا غينيا الجديدة مرجحين أن تكون أدت إلى طمر الكثير من المنازل وأوقعت عددا كبيرا من الضحايا.

وضربت الكارثة مناطق نائية من ولاية إينغا قرابة الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي عندما كان السكان نياما في منازلهم، وفق وكالة فرانس برس.

وقال حاكم الولاية بيتر إيباتاس، إن الكارثة تسببت "بخسائر بشرية ومادية" وسط تقارير غير مؤكدة بأن مئات الأشخاص طمروا جراءها.

وأكد إيباتاس، أن "أكثر من 6 بلدات" معنية بانزلاق التربة هذا، واصفا الوضع بأنه "كارثة طبيعية غير مسبوقة تسببت بأضرار هائلة".

من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه "صُدم بالخسائر في الأرواح وبالدمار"، مضيفا أن الولايات المتحدة "مستعدة للمشاركة" في جهود إعادة الإعمار مع شركاء مثل أستراليا ونيوزيلندا.

وضربت الكارثة خصوصا بلدة كاوكالام، وأُرسل إلى المكان فريق للاستجابة العاجلة يضم أطباء وعسكريين وعناصر من الشرطة ووكالات من الأمم المتحدة لتقييم الأضرار ومساعدة الجرحى.

وأظهرت مشاهد صورت في المكان انهيار جرف صخري كبير وتربة من تلة ماونت مونغالو التي يغطيها نبات كثيف.

وانتشر الركام الصخري والأشجار المقتلعة والوحول على مسار يصل إلى الوادي.

وشوهدت أنقاض مساكن مصنوعة من الصفيح بين الركام الناجم عن انزلاق التربة.

كما شوهد عشرات من السكان المحليين من نساء ورجال يتسلقون أكوام الصخر والتربة وهم يحفرون بأيديهم وينتحبون محاولين تحديد مكان وجود ناجين أو يقفون مصدومين.

منازل مطمورة 

وشارك بعضهم في جهود الإنقاذ وهم ينتعلون جزمات مطاط ويستعينون بمصابيح ومعدات للمساعدة في إزالة الركام.

وحملت نساء أطفالهن على ظهورهن وهم يبكون.

وقال فنسنت بياتي رئيس جمعية التنمية المحلية "سجل انزلاق التربة قرابة الساعة الثالثة الليلة الماضية ويبدو أنه طمر أكثر من مئة منزل، ولم يعرف حتى الآن بالتحديد عدد الأشخاص الذين كانوا في هذه المنازل".

وأكد أنّ "عدد الضحايا غير معروف".

وقال نيكسون باكيا رئيس غرفة التجارة والصناعة في بورغيرا القريبة إن ثمة خشية من أن 300 شخص كانوا في القرية عند وقوع الكارثة لكن تعذر التأكد من هذا العدد.

 وامتنع المكتب الوطني لإدارة الكوارث عن إصدار حصيلة على الفور.

وأكدت وكالات إغاثة منها الصليب الأحمر المحلي ومنظمة كير أنها في حالة جهوزية وتعمل على جمع مزيد من المعلومات.

وقالت جانيت فيليمون الأمينة العامة بالوكالة للصليب الأحمر في بابوا غينيا الجديدة إن انزلاق التربة وقع في منطقة نائية وقد تحتاج أجهزة الطوارئ والمساعدات إلى يومين للوصول إليها.

وقدر الصليب الأحمر احتمال أن يراوح عدد الجرحى أو القتلى بين مئة و500. لكن فيليمون قالت إنها تحاول "الحصول على صورة أوضح عن الوضع".

وأوضحت أن الصليب الأحمر على أهبة الاستعداد لتقديم مساعدات أولية وبطانيات ومواد غير غذائية للمتضررين.

وذكرت أنه "لا تتوافر أي مؤشرات على حصول هزة أو أي شيء قد يكون تسبب بالحادث. إنها منطقة تضم مناجم ذهب"، لكنها أشارت إلى أن الكارثة قد تكون ناجمة عن تساقط أمطار غزيرة.

وغالبا ما تشهد هذه المنطقة الواقعة جنوب خط الاستواء أمطارا غزيرة.

وقد شهدت العام الحالي أمطارا كثيفة وفيضانات.

في مارس قتل ما لا يقل عن 23 شخصا في انزلاق تربة في ولاية مجاورة.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية