وزير الطاقة في عهد أوباما: محللو وول ستريت "غير أخلاقيين" فيما يتعلق بالمناخ

وزير الطاقة في عهد أوباما: محللو وول ستريت "غير أخلاقيين" فيما يتعلق بالمناخ

عندما كان ستيفن تشو، وزيراً للطاقة في الولايات المتحدة، ألقى خطاباً أمام مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ حول تغير المناخ، قائلا: "تخيل أنك على فراش الموت، ومحاط بعائلتك، ويقول أحد أحفادك: يا جدي، كنت في وضع يسمح لك بفعل شيء حيال هذا، ولم تفعل شيئًا. ألم تحبنا؟".

ووفقا لصحيفة "فايننشيال تايمز"، كسر "تشو" قالباً في السياسة الأميركية: فهو عالم فيزياء حائز على جائزة نوبل، وكان عندما تم تعيينه في عام 2009 أول عالم ممارس يتولى منصب وزير الطاقة، كان "تشو هو الرجل المناسب"، وقال رئيسه باراك أوباما مازحا: "لقد استحق بالفعل جائزة نوبل".

أصبح تشو صوتًا رئيسيًا للطاقة البديلة، حيث أشرف على قرض بقيمة 465 مليون دولار أبقى شركة "تسلا" واقفة على قدميها ودفع محطات نووية جديدة.

والآن ذهبت إدارة بايدن إلى ما هو أبعد كثيرا من إدارة أوباما، التي فشلت في إقرار تشريع رئيسي بشأن المناخ، ومع ذلك فإن تشو وآخرين يشعرون بالقلق إزاء المناخ هم الذين يشعرون الآن بعدم الارتياح على الإطلاق، بعد أن حطمت درجات الحرارة العالمية الأرقام القياسية لمدة 11 شهرًا متتاليًا، وفي الوقت نفسه، تعاقب الأسواق الشركات التي تقوم باستثمارات خضراء.

وقدم "تشو" المشورة لشركة شل في ما يتعلق بالتحول المناخي، وتعرضت شركة النفط لضغوط من الأسواق بسبب وجود أهداف مناخية أكثر طموحا من نظيراتها مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون"، على الرغم من أن معظم إنفاقها الرأسمالي لا يزال في النفط والغاز، حتى أسقطت "شل" هدفًا رئيسيًا للمناخ في مارس.

يقول "تشو" عن محللي وول ستريت “أليست وظيفتهم أن يكونوا غير أخلاقيين؟ هناك بعض الحقيقة في ذلك، إلى حد ما.. إذا سُئل أحد محللي وول ستريت، هل من الأفضل البدء بتعقيم أنواع من الأشخاص الذين يعانون من أمراض وراثية، فهل هذه نصيحة مالية جيدة للمجتمع؟ هناك حدود”.

فهل تجاوز المحللون تلك الحدود؟ "يمكنهم القول، إذا كنت ضمن 10 أو 20%  [من عوائد أقرانك]، إذا كنت على مسافة قريبة، فأنت تفعل الشيء الصحيح، إنه ليس مربحًا تمامًا، لكنه سيتحسن".

كانت إحباطات "تشو تختمر" منذ فترة طويلة، فقبل أن يصبح وزيراً للطاقة، تجرأ على أن يقترح على الحكومة أن ترفع أسعار البنزين إلى المستويات الأوروبية.

وفي حفل توزيع جوائز نوبل، التقى "تشو" بويليام نوردهاوس، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2018، عن الأضرار التي قد تلحق بالمناخ، وخلص نموذج "نوردهاوس" في عام 2008 إلى أنه سيكون من غير الفعّال أن يخفض العالم الانبعاثات بأكثر من 25% بحلول عام 2050، لكن هذا الاستنتاج كان يشتمل على تحذير لم يُستشهد به إلا قليلا، وهو أن الأحداث الكارثية لن تقلب المجتمعات البشرية رأسا على عقب.

ويشير "تشو" إلى أن الظروف المناخية المتطرفة والتصحر من شأنها أن تلحق الدمار بالزراعة في بلدان بأكملها، من المحتمل أن يكون هناك الملايين من لاجئي المناخ، وفي السنوات الأخيرة، ربما أدى دخول 10 ملايين لاجئ إلى أوروبا إلى تغيير السياسة بالكامل، تخيل 200 مليون.

ويتوقع البنك الدولي أن 216 مليون شخص قد ينزحون داخل بلدانهم بسبب تغير المناخ بحلول عام 2050.

ويزعم "تشو" أن الأشخاص الذين يقدرون المخاطر المناخية على أفضل وجه ليسوا الاقتصاديين من المدرسة القديمة.

في مواجهة التقاعس عن العمل المناخي، شعر بعض الناس بالغضب، واستقال آخرون، فيما ضاعف تشو جهوده في مجال العلوم، حيث يرى أن هناك حاجة إلى تحقيق المزيد من الاختراقات التكنولوجية، في مجالات توزيع الكهرباء، والبطاريات، والأسمدة، والمباني التي تدوم لقرون عديدة، وغير ذلك.

وفي محاضرة ألقاها في الأكاديمية الملكية للهندسة في المملكة المتحدة، حيث هو زميل دولي، قال "تشو": "نشير أحيانًا إلى تحولات الطاقة السابقة، من الخشب إلى الفحم، أو من الفحم إلى الغاز، رغم أن ذلك لم يحدث أبدًا.. أضاف البشر في الغالب مصادر جديدة للطاقة".

ولا يعتقد "تشو" أننا يمكنا، في أقل من 3 عقود، التحول بعيداً عن النفط والغاز والفحم، لكنه يرى أنه يجب علينا المضي قدمًا بأسرع ما يمكن.

ويرى أن الخبر السار هو انخفاض تكلفة مصادر الطاقة المتجددة، وستنخفض تكاليف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وسيزيد عمر الألواح الشمسية "إلى 20-25 سنة". لكن خطوط النقل والتوزيع لا تزال "باهظة الثمن".

ويعد "تشو"، أن العديد من السياسيين متحمسون بشأن المفاعلات المعيارية الصغيرة، والمحطات النووية الأصغر التي يمكن توحيد إنتاجها، فيما يقول المتشككون، مثل الخبير الاقتصادي كريس جودال، إنه لا يوجد دليل على أنها ستكون أرخص لكل وحدة إنتاج.

وفي النهاية، ينسجم فضول "تشو" العلمي جنباً إلى جنب مع التشاؤم السياسي، ولن تصل أي دولة إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، باستثناء النرويج وأيسلندا وعدد قليل من البلدان من هذا القبيل، وسيستغرق الأمر وقتًا أطول بكثير.

لقد انتهى الهدف الدولي المتمثل في "1.5 درجة مئوية"، وكذلك الحال بالنسبة لدرجتين مئويتين، أعتقد أننا ربما نتجاوز 3 درجات مئوية.


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية