ألمانيا تدرس السماح بترحيل لاجئين أفغان إلى بلادهم
ألمانيا تدرس السماح بترحيل لاجئين أفغان إلى بلادهم
أعلنت ألمانيا، الثلاثاء، أنها تدرس السماح بترحيل لاجئين أفغان إلى بلادهم بعد إقدام أفغاني على قتل شرطي وإصابة خمسة آخرين في هجوم بسكين.
وتوقفت عمليات ترحيل اللاجئين إلى أفغانستان منذ استعادة حركة طالبان السلطة هناك عام 2021، وفق وكالة فرانس برس.
لكن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قالت، الثلاثاء، إن المسؤولين يجرون "مراجعة مكثفة منذ أشهر للسماح بترحيل المجرمين والأفراد الخطرين إلى أفغانستان".
وأضافت فيزر في تصريحات للصحفيين، "من الواضح بالنسبة إلي أنه يجب ترحيل الأشخاص الذين يشكلون تهديدا محتملا لأمن ألمانيا بسرعة".
وتابعت "لهذا السبب نبذل كل ما في وسعنا لإيجاد سبل لترحيل المجرمين والأشخاص الخطرين إلى كل من سوريا وأفغانستان".
وتجدد الجدل حول استئناف عمليات الطرد بعد اتهام أفغاني يبلغ 25 عاما بمهاجمة أشخاص بسكين خلال مسيرة مناهضة للإسلام في مدينة مانهايم في غرب البلاد الجمعة.
وتوفي الشرطي، البالغ من العمر (29 عاما) متأثرا بجراحه الأحد بعد تعرضه للطعن المتكرر أثناء محاولته التدخل.
كما أصيب خمسة أشخاص كانوا يشاركون في المسيرة التي نظمتها جماعة "باكس أوروبا" المناهضة للإسلام المتطرف.
وأثار الاعتداء الذي وقع، الجمعة، النقاش حول الهجرة مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي ودعوات إلى توسيع الجهود لطرد المجرمين.
وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إن عمليات الترحيل إلى أفغانستان "لا يمكن أن تتجنب القضايا الدستورية الرئيسية، وقبل كل شيء، القضايا الأمنية".
وتساءلت "كيف تتوقعون العمل مع نظام إرهابي إسلامي ليس لدينا علاقات معه على الإطلاق؟"، مشددة على أن ألمانيا ليست لديها سفارة في أفغانستان لتنسيق عمليات الترحيل.
ودخل المشتبه به بالاعتداء على التظاهرة واسمه سليمان عطائي كما ورد في وسائل الإعلام، إلى ألمانيا كلاجئ وهو في الـ14 من العمر عام 2013، وفقا للتقارير.
وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أنه تم رفض طلب اللجوء في البداية، لكنه لم يُرحَّل بسبب سنّه.
وبعد ذلك ذهب عطائي إلى المدرسة في ألمانيا وتزوج امرأة ألمانية من أصل تركي عام 2019 وأنجب منها طفلين، بحسب صحيفة "دير شبيغل" الأسبوعية.
وبحسب ما ورد، لم تعتبر السلطات أن عطائي يمثل خطراً ولم يبد لجيرانه أنه متطرف.
وتولى ممثلو نيابة مكافحة الإرهاب الاثنين التحقيق في الحادث، في مسعى لتحديد الدافع.
أزمة إنسانية عنيفة
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد عن 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.