دبلوماسية مستقيلة من الخارجية الأمريكية تكشف عن إسكاتها وتهميشها بسبب غزة

دبلوماسية مستقيلة من الخارجية الأمريكية تكشف عن إسكاتها وتهميشها بسبب غزة
الدبلوماسية هالة راريت

 

كشفت الدبلوماسية هالة راريت، التي استقالت من وزارة الخارجية الأمريكية بسبب سياسة إدارة الرئيس جو بايدن بشأن الحرب في غزة أنه تم إسكاتها وتهميشها بسبب النصائح التي كانت تقدمها باستمرار للإدارة حول الأحداث في الشرق الأوسط بناء على خبرتها في اليمن وقطر التي تمتد على مدى 18 عاما.

قالت في حوار مع مذيعة CNN، بيكي أندرسون "لقد تم إبعادي حرفيًا عن الاجتماعات، لقد تم إبعادي عن رسائل البريد الإلكتروني، لقد قيل لي ألا أطلع بعض كبار المسؤولين لأنني أعربت عن مخاوفي بوضوح شديد، مخاوفي لم تتعلق برأيي الشخصي أبدًا، لقد كانت مبنية دائمًا على ما كنت أرصده بصفتي دبلوماسية، وعلى خبرتي في مختلف أنحاء المنطقة".

وتابعت: "ما كنت أرصده عبر وسائل الإعلام العربية مثيراً للقلق الشديد. لقد كنت أقوم بتوثيق وتسجيل المشاعر المعادية للأمريكيين والتي لم أشهد لها مثيلاً من قبل، بما في ذلك أثناء حرب العراق، لقد كان من غير المقبول بالنسبة لي الاستمرار في تقويض الولايات المتحدة في مختلف أنحاء المنطقة، ولقد كنت أدق ناقوس الخطر، هذا يشكل خطراً علينا، إنه يقوض أمننا القومي الأمريكي، يجب علينا أن نغير مسارنا، ورغم كل الجهود التي بذلناها، فقد كان الرد: شكرًا لك، نحن نقدر ذلك، ولكن من فضلك، ابقِ هادئة بشكل أساسي".

وحول التأثير الذي أحدثته استقالتها قالت هالة راريت: حسنًا، آمل أن يكون ذلك قد أحدث بعض الخير وأن يكون أيقظ الإدارة قليلًا، ليس استقالتي فحسب، بل وجميع استقالات الآخرين، مرة أخرى، اعتبرنا وطنيين، نحن نفعل هذا من أجل بلدنا، وسواء كان ذلك من الداخل أو الخارج، فآمل أن الإدارة ستستمع وتحاول تغيير المسار من أجل جميع المعنيين.

وشهدت العديد من المدن والجامعات الأوروبية والأمريكية تظاهرات، تأييدا للفلسطينيين وضد الحرب وجرائم الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وأثارت الاحتجاجات الطلابية ردود فعل شديدة في الأوساط السياسية.

وانتشرت عبر وسائل الإعلام العالمية وشبكات التواصل الاجتماعي مشاهد قوات الأمن وهي تتدخل بقوة في الجامعات الأمريكية. وأوقفت الشرطة مئات الطلاب والأساتذة والناشطين في حوالي عشرين جامعة.

وأججت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين الجدل المحتدم منذ أحداث 7 أكتوبر بين حرية التعبير والاتهامات بمعاداة السامية.

الحرب على قطاع غزة                 

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 36 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 82 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه على مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية