مسؤول أممي: النزوح والمجاعة والحماية وسوء التغذية بين الأطفال مخاطر حادة في السودان

مسؤول أممي: النزوح والمجاعة والحماية وسوء التغذية بين الأطفال مخاطر حادة في السودان

قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، جاستن برادي إن الصور التي ترد من بعض المناطق في السودان تذكـّر بالأسوأ في أي مجاعة شهدوها في أي مكان، منبها إلى وجود مجموعة كاملة من المخاوف هناك بما فيها النزوح، وخطر المجاعة، والحماية، وسوء التغذية الحاد بين الأطفال.

وتطرق المسؤول الأممي إلى الوضع في مدينة الفاشر شمال دارفور قائلا إن "الوضع يزداد سوءا" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

ولفت أيضا إلى أن هناك نقاطا ساخنة أخرى في ما يتعلق بالصراع في جميع أنحاء البلاد، بما فيها شمال الخرطوم، وود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومحيط مدينة الأبيض شمال كردفان.

وحذر برادي من الأمطار الموسمية القادمة والتي ستجعل التحركات في العديد من أجزاء البلاد صعبة، "إن لم تكن مستحيلة"، مضيفا "نحن في سباق مع الزمن لكن الوقت ينفد، لتخزين الإمدادات والتحرك".

وأشار أيضا إلى استمرار الإبلاغ عن تقارير وقوع أعمال عنف قائم على النوع الاجتماعي، وعنف جنسي، مشيرا إلى بعض التقارير التي تلقاها صندوق الأمم المتحدة للسكان عن ناجيات من العنف الجنسي ينتحرن "لأنه عبء ثقيل للغاية يصعب تحمله في المجتمع السوداني".

العنف ضد النساء والأطفال

وفي إحاطة أمام مجلس الأمن قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم وسورنو إن أعمال العنف في الفاشر ليست سوى قمة جبل الجليد. مشيرة إلى أن المعاناة الإنسانية في السودان بلغت مستوى لا يطاق بعد مرور 430 يوما منذ اندلاع هذا الصراع.

العنف الجنسي المرتبط بالنزاع لا يزال متفشيا في السودان، فقد تلقى صندوق الأمم المتحدة للسكان تقارير عن تعرض النساء والفتيات للاغتصاب وتعرضهن لأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي أثناء خروجهن من منازلهن بحثا عن الطعام. "وفقا لتقارير المنظمات المحلية التي تقودها النساء، فإن معدلات الانتحار بين الناجيات آخذة في الارتفاع وتتقلص إمكانية الوصول إلى خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي".

وتطرقت وسورنو أيضا إلى تقرير الأمين العام السنوي حول الأطفال والنزاعات المسلحة، والذي أفاد بأن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في السودان زادت بنسبة مذهلة بلغت 480 بالمائة.

العاملون في المجال الإنساني لم يسلموا أيضا من العنف. فقد قُتل ستة من عمال الإغاثة، جميعهم مواطنون سودانيون، خلال الأسابيع الستة الماضية. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لعمال الإغاثة الذين قتلوا إلى 24 شخصا منذ بدء الحرب، وفقا للمسؤولة الأممية.

المجاعة باتت وشيكة 

وبالإضافة إلى الخسائر المباشرة التي لحقت بالمدنيين، أفادت إيديم وسورنو بتفاقم الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، محذرة من أن "المجاعة وشيكة"، حيث يواجه ما يقرب من 5 ملايين شخص مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، ويعيش تسعة من كل عشرة من هؤلاء الأشخاص في المناطق المتضررة من النزاع في ولايات دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم.

ويواجه أكثر من مليوني شخص في 41 منطقة من مناطق الجوع الساخنة، خطر الانزلاق إلى جوع كارثي في ​​الأسابيع المقبلة.

حرب على النساء

كما تحدثت في جلسة مجلس الأمن الدكتورة لمياء عبدالغفار ممثلة لجمعية تنظيم الأسرة السودانية، مشيرة إلى أن الحرب "سلبت الكثير من أبناء شعبي سلامتهم وحقوقهم وسبل عيشهم. واليوم، قُتل أكثر من 16 ألف شخص، وتشرد ما يقرب من 10 ملايين، ويواجه 18 مليونا انعدام الأمن الغذائي الحاد".

ووصفت الحرب في السودان بأنها "حرب على النساء"، اللائي قالت إنهن يشكلن الأهداف الرئيسية للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويشكلن أغلبية النازحين والمتضررين من الجوع. 

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل وإصابة آلاف الأشخاص، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 8 ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.

 

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية